إفهموا الإسلام ولاتظلموه

إفهموا الإسلام ولاتظلموه
نلاحظ اليوم وفي هذه الفترات التي تمر بها أمتنا أن من أبناء المسلمين من يسعى إلى أن يعرض الإسلام للناس بصوره هزيله وضعيفه
وأنه فقط موعظه إرشاديه ويدعو إلى السلم والتسامح
وكأنه يعرض الدين المسيحي الذي كان من تعاليمه أن من ضربك في خدك الأيمن فأدر له الخد الأيسر ليلطمك الثانيه
ولاشك أن هذه الإنهزاميه حدثت
نتيجة لما يتعرض له الدين الإسلامي من هجمات إعلاميه محليه وخارجيه
وكذلك نتيجه طبيعيه لنماذج قدمت الإسلام بصوره ليست بالصوره التي تمثل الإسلام القدوه 
إننا نريد أن نفهم الإسلام ونعلمه للناس كما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام
إنه منهج حياه للبشريه يقدم لها كل الحلول التي تحقق لها سعادة الدنيا والأخره ولن تجد البشريه حاجتها للحياه الطيبه إلا في ظل المنهج الإسلامي
وذلك لأنه دين رباني متحرر من كل هوى وضعف وقصور فهو دين يهدي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم
وهو دين موقعه في هذه الحياه أن يكون قائدا متبوعا وليس منهجا تابعا فهو المنهج المهيمن على كل تعاليم الحياه كما ذكره الله بقوله (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)
إنه دين إيجابي ومنهج مؤثر وهو منهج ميسر وهو دين الفطره ويملك رصيد التجربه لقد جاء الله به ليحكم الحياه وينظم شؤونها وفريضة على البشريه أن تحتكم إليه لتجنب نفسها الخسران المبين
إن الإسلام منهج حياه فهو مكتمل بكل تعاليمه الروحيه والسياسيه والإقتصاديه ولا يحتاج إلى دعم أرضي وبشري فقد قال الله عن القرآن
(ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون)
إنه منهج بنى حضارات صالحه وأسقط حضارات فاسده وطاغيه وضاله وظالمه
إنه منهج يعز من اتبعه فتح البلدان بالحق وأقام فيها العدل وقدم للإنسانيه حكاما ضربوا القدوه العليا في احترام الحقوق والحريات
إنه دين القول والعمل يكفر بالشعارات الجوفاء ويعلن غضب الله على الأمير الكذاب
إنه منهج الله يؤدب الطغاه ولايقبل بالضعف فالرسول صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي رأه منكسرا ذليلا "ارفع رأسك لاتمت ديننا أماتك الله"
إنه دين الحياه والقوه والحضاره والتمكين والعزه 
فمن العيب على أتباعه أن يقدموه للناس دينا هزيلا ضعيفا وكأنه يتسول الحياه منهم
إن ثقتنا بقوة الإسلام تنبع من ثقتنا بقوة مصدره وهو الله خالق الكون كله فماذا يملك الأخرون إلا العجز والضعف واقرأقوله تعالى
(ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)
فهل نستمد مناهجنا وتشريعات حياتنا من هؤلاء الضعفاء الذين لايملكون لأنفسهم حولا ولاقوه وهم أضعف من بيوت العنكبوت
لاشك إن من يستمد تشريعاته من البشر إنما هو الخسران البين والخذلان المبين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات: