الأخسرون أعمالا

( الأخسرون أعمالا) 
قال تعالى( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) الكهف١٠٤
هذه الآية من الآيات العظيمة التي يقف لها الشعر، ويقشعر لها البدن، وتوجل لها القلوب، حيث انها تبين احباط اعمال اصناف كثيرة من الناس، وهم لايشعرون، بل هم يعتقدون ان اعمالهم صالحة، ومثابون عليها، وتقربهم الى الله زلفى، في حين انها باطلة، ولاوزن لها عند الله، ومن هذه الاصناف:
١- الكفار جميعا، من يهود، ونصارى، ومشركين، ومرتدين، وسائر الملل والطوائف الكافرة، قال تعالى في بيان حال اعمالهم( وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) الفرقان٢٣، وقال( والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا) النور٣٩
وفي صحيح مسلم ان عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن جدعان انه كان يطعم في الجاهلية ويعتق ويفعل أشياء اخرى حسنة، فهل ذلك نافعه شيئا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا، لأنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
٢- المنافقون، وهم الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر، وهم كفار بلاخلاف، بل هم أشد كفرا من سائر الكفار الأصليين، قال تعالى( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) النساء١٤٥، وقال( قل أنفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين ومامنعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولايأتون الصلاة الاوهم كسالى ولاينفقون الاوهم كارهون) التوبة٥٣-٥٤
٣- العلمانيون، وهم اللادينيون الذين يعادون الاسلام، ويرفضون أن يحكمهم، ويتهمونه بالقصور والتمييز، وعدم صلاحيته لكل زمان ومكان، وهؤلاء أيضا كفار مرتدون، وان صلوا وصاموا وزعموا انهم مسلمون، ولايقبل الله منهم عدلا ولاصرفا حتى يتوبوا قال تعالى( والذين كفروا فتعسا لهم واضل اعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ماأنزل الله فأحبط اعمالهم) محمد٨-٩، وقال( ذلك بانهم اتبعوا مااسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط اعمالهم) محمد٢٨
٤- المبتدعة، من روافض، وخوارج، وصوفية، ونحوهم، وهؤلاء قسمان: قسم فاسد العقيدة تماما كالروافض، فهؤلاء تحبط سائر أعمالهم، وقسم لديه غبش وانحراف في فهم النصوص كالخوارج، والصوفية فلاتحبط اعمالهم كلها، وانما العمل الخاص الذي ابتدعوا فيه دون غيره لقوله صلى الله عليه وسلم(( من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رد)) متفق عليه، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره في معنى هذه الآية اعلاه (( هي عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية، يحسب انه مصيب فيها وان عمله مقبول، وهو مخطئ، وعمله مردود))
٥- المراؤون في اعمالهم وغير المخلصين فيها، وهؤلاء يبطل عملهم الذي رآوا فيه دون سواه الا اذا تحولت سائر اعمالهم رياء فيدخل ذلك تحت الشرك الأكبر المحبط لجميع الاعمال، قال تعالى في رد عمل المرائي( ياايها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولايؤمن بالله ولاباليوم الآخر) البقرة٢٦٤، وفي الصحيح مرفوعا(( من عمل عملاأشرك معي فيه غيري تركته وشركه))

يستنكر

يستنكر بعض الكتاب ومنهم شوقي القاضي اطلاق اسم المغازي على السيرة النبوية، ويعتبر ذلك ظلما لها ممن أطلق عليها هذا الاسم من أئمة هذا الشأن، وكلامه هذا هو الظلم بعينه لهؤلاء الأئمة، وللمغازي نفسها فمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت رحمة للناس، وهداية لهم، ولم تكن تدميرا، ولاتعذيبا، ولا اثخانا في القتل، ولعل ماتم حصره من القتلى من غير المسلمين لايتجاوز الألف على مدى عشر سنوات من مغازيه صلى الله عليه وسلم، في حين انظر كم قتل من اليمنيين في خلال سنة، وخلال الحروب الستة الماضية،وانظر كم قتلى الحروب الصليبية التي اجتاحت العالم الاسلامي،فيماسبق، وحروب العصر الحديث الاستعمارية التي تجاوزت عشرات الملايين

ليست هناك تعليقات: