وقفات_قرآنية 1
يقول الله عز وجل( أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله)
هذه الأيه في سورة البقره وهي تمثل منهاج حياه للإنسانية كلها لو تدبرتها وعملت بها وعلمتها لأبنائها وأتباعها
هذه الأيه تمثل منهاجا متكاملا لكل حاكم إسترعاه الله على عباده فكل ظلم وفساد وجور واستبداد وعدوان على الأموال والأعراض والدماء إنما هو ناتج عن عدم فهم هذه الأيه وتطبيقها
إن ضعف الإيمان بهذه الأيه
ساق البشريه إلى الإتباع والإحتكام للأهواء البشريه
فنتج عن ذلك الفساد العريض وصدق الله القائل (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن)
إن على البشريه أن تعلم
أن من خلقها هو الأعلم بمصالحها في الدنيا والأخره (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) ويقول الله عز وجل(ألا له الخلق والأمر)
لذلك كان الإسلام هو دين الفطره لأن الذي جاء به هو المتفرد بخلق هذا الإنسان فمن تفرد بالخلق يجب أن يتفرد في الحكم والتشريع والهيمنه
ومن هنا بدأ الإنحراف لمسار الإنسانيه فوقعت في الظلمات وذلك عندما أمن الكثير منهم أن الله هو الخالق ثم ذهبوا يبحثون عن ألهه تحكمهم وتشرع لهم فلم تجد هذه البشريه في هذه المناهج الأرضيه إلا الحروب والإقتتال والعدوان ووجدت نفسها وهي تهبط إلى عالم الحيوان بكل أشكاله
وفقدت البشريه رسالتها العظمى التي اختارها الله لها والكفيله بأمنها ورخائها واستقرارها وعزتها بل وسلمها الإسلام قيادتها للحياه فإذا بها تجد نفسها بعد تفريطها بمنهج ربها تابعة لامتبوعه وجدت نفسها في عالم العبوديه للبشر والتبعيه للأهواء وستظل تدفع الضريبه من دمائها وحريتها وكرامتها وعزتها مادامت قد أعرضت عن قول الله عز وجل (أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله)
ونخلص
إلى أن منهج الله والشهاده له وتبليغه للناس والتزام أحكامه هو طريق الخلاص
وأعداء هذا المنهج يجعلون الطريق إليه شاقا وصعبا من أجل أن تظل لهم الهيمنه والعبث بالبشرية كلها
بينما نجد هذا المنهج حاضرا بين أيدي الناس فهو في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) وصدق الله القائل (فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
#وقفات_قرآنية 2
قال الله عز وجل(ياأيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافه ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)
هذه الأيه تصور لنا حقيقة المعركه اليوم مع أعداء الإسلام وخاصه الأعداء من العملاء والحداثيين والعلمانيين
فهم لايرفضون الإسلام كله لكنهم لايقبلون به منهجا لقيادة الحياه بل يريدونه كنيسة يحبسونه في المسجد ويراقبونه حتى في المسجد
والقرأن الكريم وطبيعة المنهج الإسلامي لايقبل بالتنازل منه ولو بذره واحده فقد عرض هذا التنازل من كفار قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بذلك قرآنا في سورة الإسراء
(ولولا أن ثبتاك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذن لأذقناك ضعف الحياه وضعف الممات ثم لاتجد لك علينا نصيرا)
واعتبر الله عز وجل التنازل رده كبرى ففي سورة محمد قال الله تعالى
(إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ماتبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا مانزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم)
وفي سورة المائده قال تعالى(وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ماأنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلىة يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
ورأينا هذا الأمر عند الصديق رضي الله عنه الذي أعلن الحرب على من امتنع عن أداء الزكاه
واليوم نرى السياسه الجديده لأمريكا هي تقسيم المسلمين إلى أربعه أقسام وهم :
القسم الأول :
المتشددون وتعني بهم من يسعى لتحكيم الشريعه الإسلاميه ورفض الإسلام المعتدل والديمقراطي الذي تريده أمريكا
والقسم الثاني:
هم التقليديون وهم الذين لايحبون الغرب ولكنهم ليسوا مع المتشددين وهذا القسم تقبل به أمريكا من أجل أن تجندهم بدون علمهم في محاربة المتشددين
والقسم الثالث:
وهم العلمانيون والذين يريدون فصل الدين عن الدوله وهؤلاء تشجعهم أمريكا بل وتدعمهم ولكنها ترى أن ورقتهم قد احترقت في العالم الإسلامي
وأما القسم الرابع:
فهم الحداثيون وهم الذين يظهرون في أوساط الجماهير الإسلاميه باسم الإسلام بل ويسمون أنفسهم مفكرين إسلاميين ولكن هذا الصنف هو المفضل والمحبب والمدعوم بقوه من قبل أمريكا
لأن مهمتهم هي إقناع الجماهير الإسلاميه بضرورة التنازل عن بعض فرائض الإسلام وذلك من أجل التعايش مع الغرب
فهم يقنعون الشعوب الإسلاميه بأن الجهاد والحاكميه والولاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحدود الشرعيه هذه كلها تدخلنا في صدام مع الغرب بل وأكثر من ذلك يقولون للمسلمين ان اليهود والنصارى مسلمون
وبهذا دمروا الإسلام كله
ولذلك ندعو اليوم إلى أن ينهض تيار إسلامي جديد وجيل جديد من أبناء المسلمين لمناهضة هؤلاء الحداثيين وكشفهم وكشف مخططاتهم وتفقيه الأمه بالإسلام الصحيح الشامل
وفقنا الله لذلك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
#وقفات_قرآنيه 3
يقول الله عز وجل(ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير)
ويقول الله عز وجل(مايود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
ويقول الله عز وجل (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ماتبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيئ قدير)
التعليق على الأيات الثلاث:
هذه أيات ثلاث في سورة البقره وهي تتحدث عن موضوع واحد
وهو طبيعة أهل الكتاب من اليهود والنصارى
وأن هذه الطبيعه يحكمها ويسودها الحقد على المسلمين
وأن أي محاوله لإرضائهم لن تنفع وأن رضاهم مرهون بالكفر بالإسلام فقط
ويقرر الله عز وجل أن سبب هذا
هو الحسد للمسلمين على نعمة الإسلام التي من الله بها على المسلمين
وإذن فهذه شهادة الله عليهم ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا
ونحن نرى صدق هذه الشهاده رأي العين في أمرين اثنين في تأريخنا وفي واقعنا الحاضر
نرى في اليهود والنصارى تأريخا تأمريا وعدوانيا وممزوجا بالغزو الصليبي وحملاته الكثيره
ونرى سيوفهم تذبح المسلمين في فلسطين في فترة الغزو الصليبي حتى أنهم قتلوا في بيت المقدس وحدها سبعين الفا حتى سالت الدماء في شوارعها
ونرى هذه الأيات التي نبهنا الله في كتابه العزيز نراها واقعا في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين نراها في مظاهر الحرص الشديد على هدم كل عوامل القوه التي نملكها فهم يهدمون ديننا
عن طريق الغزو الفكري
وعن طريق الغزو الأخلاقي
وعن طريق المستشرقين الذين يهدمون حصوننا من الداخل
وعن طريق حملات المبشرين في أفريقيا مثلا
وعن طريق إفساد التشريعات والقوانين الإسلاميه
وهم يهدمون اقتصادنا
ويهدمون التماسك في مجمتعاتنا
وهم يشعلون الحروب بيننا ويزرعون كل عوامل الفرقه من زراعة الصراعات الطائفيه والقوميه والمناطقيه
وهم يسلطون بعضنا على بعض فيصنعون منا أجيالا مستنيره ويدفعون بها ضد الأجيال المحافظه والملتزمه
وللأسف الشديد
أننا نرى فريقا ليس بالقليل من حكامنا ومثقفينا من الشباب والشابات يتبعونهم بل ويسمعون لهم بل ويدعون أبناءنا من المسلمين لاتباعهم وقد وصل الأمر أن بعضهم يطالب المسلمين بإلغاء فرائض إسلاميه مثل الحدود الشرعيه ومثل فريضة الولاء وفريضة الحاكميه حتى نضمن علاقه طيبه معهم وتعايش كريم مع اليهود والنصارى وأكثر من هذا أن فريقا من أبنائنا من عملائهم بلغت به وقاحته إلى أن يصدر فتاوى أن اليهود والنصارى مسلمون وأن عدم إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم لايمنعهم من أن يكونوا مسلمين
فهل بعد هذا الكفر من كفر وهل بعد هذا التنازل من تنازل
ماذا دفعهم إلى هذا
إنها الأهواء إنه العمى إنه الجهل إنها عشرات الألاف من الدولارات إنها التعبئه من اليهود والنصارى لهؤلاء المفسدين ضد الإسلام وضد علماء الإسلام
وساعدهم على هذا غياب العلماء والمصلحين الذين يقطعون الطريق عليهم
فعاثوا في الأرض فسادا وسموا أنفسهم مفكرين إسلاميين ودعمتهم أمريكا على اعتبار أنهم ناشطون وحداثيون
فهل يستيقظ الأحرار من شباب الإسلام ومن علمائه للتصدي لمثل هؤلاء المجرمين
هذا مانسعى إليه وندعو إليه ونسأل الله أن ينصر أولياءه ويخذل أعداءه والمتأمرين على شريعته
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات: