عقيدة الإخوان المسلمين 1-3

عقيدة الإخوان المسلمين(١)*


استجابة لطلب الشيخ السلفي المنصف حميد الاضرعي رعاه الله للكتابه حول تهمة الاخوان المسلمين بالاشعريه وتفاعلا مع فتوى هيئة كبار العلماء في السعوديه القديمه او الجديده المشكوك فيها حول ان الاخوان على الكتاب والسنه وماولدته من تجدد اتهامات البعض للاخوان في عقيدتهم -ولعلها ميزه واصطفاء في ان يكون الاخوان مرمى السياسيين ومرمى المتشددين ومرمى العلمانيين ونحوهم ومرمى الحكومات المختلفه ومرمى الطائفيين ومرمى حتى المتفلتين من محبيه-
*لكل ماسبق اكتب هذه المقالات باختصار ارجو الايكون مخلا فالموضوع جد متشعب وتركة قرون من الخلاف
وابداها بمقدمة حول الاشعريه واثبات ان لخلافها وجه معتبر ان كنت اختار لنفسي مذهب جمهور السلف اثبات مع التنزيه وتنزيه بلاتعطيل والكف عن التاويل
*الاشاعره نسبة للامام ابي الحسن الاشعري رحمه الله من ائمة القرن الثالث الهجري ومن ولد الصحابي ابي موسى الاشعري رضي الله عنه وهم يؤولون بعض الصفات اويفوضون معناها قصدا للتنزيه وخوفا من التشبيه الذي اصبح رائجا في عصره فاولوا لحماية عقيدة الناس هكذا اجتهدوا في التاويل واقتنع بحجتهم هذه اغلب ائمة الاسلام بعدهم قرنا بعد قرن ومنهم من غلا الى حد التعطيل ومنهم -وهم الاغلب- من يؤول بعض الصفات بقدر الحاجه لدفع شبهة التشبيه وبما تحتمله اللغه التي نزلت بها الفاظ الصفات ومعانيها
* صحيح ان جمهور اهل السنه والجماعه على ترك التاويل وعلى اثبات صفات الله بلا تشبيه وتنزيهه بلا تعطيل ويفوضون كيفية الصفات ولكن الصحيح ايضا ان بعض اهل السنه والجماعه اول بعض الصفات اوفوض معناها لا كيفيتها المتفق على تفويضها وهذا الخلاف يرفضه جدا شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله وكل مدرسته من السلفيين قديما وحديثا ويثبتون فقط ويبالغ بعضهم في الاثبات الى حد التشبيه او قريب منه قال الامام ابن تيميه عن الحنابله(وبدعتهم غالبا في زيادة الإثبات في حق الله وفي زيادة الإنكار على مخالفهم بالتكفير وغيره)؛مجموع الفتاوى١٨٦/٢٠
* وقدنقل التفويض عن الامام احمد نفسه بلفظ صريحه ولكن رد ابن تيميه على من ظن ان الامام احمد يفوض المعنى ومع ذلك نجد بعض ائمة الحنابله انفسهم يفوضون المعنى كما تفعل الاشاعره كابن قدامه في لمعة الاعتقاد وغيره وتعقبه الشيخ ابن عثيمين ابن قدامه في تفويضه في شرحه للمعة الاعتقاد كما انكر ذلك ابن تيميه عن احمد ولاينفي ولايكفي انكار الامام ابن تيميه ومدرسته للتأويل عدم وجود خلاف معتبر في المساله فقد نقل تاويل صفة الساق عن ابن عباس بسندصحيح صححه الشيخ مقبل نفسه في الاسماء والصفات للبيهقي حيث اولها بالشدة
فان قيل الساق في الايه ليست مضافة لله كما جاءت في الحديث فالجواب ان ورودها في الحديث بلفظ ساقه شاذ كما قرره الحافظ في الفتح وجمع من المحدثين ووافقهم الالباني نفسه في صحيح الترغيب وغيره اذاً ثبت تاويل الساق وثبت ايضا تاويل
صفة المجيء عن الامام احمد نفسه حيث قال في قوله تعالى "وجاء ربك" اي جاء امره وهذه الروايه ثابته عنه بسندصحيح لاغبار عليه كما قال ابن كثير في ترجمة الامام احمد في البدايه والنهايه واختلف الحنابله انفسهم حول تاويل الامام احمد وذهب بعضهم الى ان التاويل وجه عند احمد انظرمجموع الفتاوى ٣٩٨/٥-٤٠٩ 
@ قال الامام النووي في حديث النزول ( هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق إيضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما أن أحدهما وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق والثاني مذهب أكثرالمتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها ) شرح صحيح مسلم ٣٦/٦ الامام النووي
ونقل نحو ذلك الحافظ ابن حجر في تاويل حديث النزول في فتح الباري ٣٠/٣
@ولاينكر على من اول تأويلا معتبرا كما قال شيخ الاسلام الامام المتفق على جلالته ومكانته العظيمه في العلم ابن دقيق العيد(وقال بن دقيق العيد في العقيدة تقول في الصفات المشكلة إنها حق وصدق على المعنى الذي أراده الله ومن تأولها نظرنا فإن كان تأويله قريبا على مقتضى لسان العرب لم ننكر عليه وإن كان بعيدا توقفنا عنه ورجعنا إلى التصديق مع التنزيه وما كان منها معناه ظاهرا مفهوما من تخاطب العرب حملناه عليه) فتح الباري ٣٨٣/١٣ للحافظ ابن حجر
@ وذكر الامام ابن تيميه (انه اول قوم من المنتسبين الى السنة والحديث .... )مجموع الفتاوى٣٩٧/٥-٤٠٩
@وبين الامام الصنعاني ان "الاولى" ترك التاويل فلم يجزم بتحريمه فقال ( أن أحاديث الصفات يجب الإيمان بها، والأولى السكوت عن تأويلها ونكل علمها إليه تعالى وقد تأول
- اي الأصبعين -هنا بالنعمة أي نعمتين من نعم الله،) التنوير شرح الجامع الصغير٥٢٠/٣
@ قال الامام الذهبي بعد نقل تاويل النزول عن الامام مالك من رواية حبيب(فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب.) سير النبلاء ١٥٠/٨ قلت والشاهد ان الذهبي رغم تعريضه بضعف رواية التاويل عن مالك الا انه جعلها تصلح ان تكون قولا اخرا للامام وهذا يدل ان التاويل ممايسوغ فيه الخلاف والا لما استجاز جعله مذهبا اخرا للامام مالك
وجزم الحافظ بنسبته للامام مالك في الفتح٣٠/٣
@ وقال الامام الأصولي الشاطبي في الاعتصام ماحاصله ان الخلاف حول التاويل خلاف لفظي قُصد به التنزيه
*اذا ماسبق يثبت ان الخلاف في التاويل ثابت وله وجه من الاعتبار يلزمنا بالأدب مع اهله طالما لم يفض الى تعطيل محض وان كان تركه اسلم واعلم واحكم والله اعلم

عقيدة الإخوان المسلمين(٢) 

تناولنا في الحلقه الاولى مقدمة حول اتهام الاخوان
في عقيدتهم وانهم ليسوا على منهج اهل السنه بل اشاعره والاشاعره ليسوا من اهل السنه في نظر خصومهم فالخص الجواب حول هذه التهمه في عدة نقاط ساحاول اختصارها ما امكن :
*اولا:ان الاخوان المسلمين جماعه سنيه المكان والأفكار والمعتقدات والاشخاص فلاحاجه لبيان معتقدها لانها ليست فرقه عقديه خارجه عن اهل السنه ومن غير بلاد اهل السنه فيستوضح عنها
ولا حاجه لبيان مذهبها لانها ليست مذهبا فقهيا خارجا عن المذاهب السنيه المعروفه واشهر كتابها في الفقه يشهد بذلك وهو كتاب فقه السنه للعلامه سيد سابق الذي كتبه بتوجيه من الشيخ حسن البنا وقال عنه المحدث الالباني رحمه الله انه افضل كتاب فقهي في هذا العصر فالاصل اذا انها من اهل السنه عقيدة وفقها وانهاجماعه دعويه خرجت من رحم اهل السنه تدعو الى الله وتعمل للاسلام على منهج اهل السنه وكفي ولا يعني هذا عصمتها من الزلل ولكن يعني ان الاصل فيها ونسبها الى اهل السنه والانسان ينسب الى الظاهر ويحاكم عليه وباطنه الى الله
*ومع ذلك وزيادة في توضيح المنهج وبيان المعالم وحذرا
من تسرب افكار الفرق الضاله اليها فقد قام مؤسسها الشيخ حسن البنارحمه الله بوضع الاصول العشرين التي هي معالم واضحه على التزام جماعته بمنهج اهل السنه وفي الاصل العاشر اكد على الايمان بالأسماء والصفات من غير تاويل ولا تعطيل ثم الف رسالة العقائد اكد فيها ايضا على ترجيح مذهب السلف وعذر من اول قاصدا التنزيه وقال ان الاسلام يسع الجميع فقال رحمة الله (ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع ، حسما لمادة التأويل والتعطيل ، فإن كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان ، وأثلج صدره ببرد اليقين ، فلا تعدل به بديلا ، ونعتقد إلى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق ، ولا تستدعي هذا النزاع الطويل بينهم وبين غيرهم قديما وحديثا ، وصدر الإسلام أوسع من هذا كله) فاي وضوح عقدي اكثر من هذا واي توفيق وصفاء فهم وتأمل في مالات النزاع في هذه المساله واحتياط للعقيده ادق من هذا
رجح الاصح وتأدب مع المحتمل - التاويل-لعلو اهله في العلم وحسن قصدهم وذبهم عن الاسلام
* ولاشك ان هذا هو الحق والا لزم تضليل من اول من ائمة الاسلام على كثرتهم قرنا بعد قرن الى عصرنا وتوعدهم بجهنم كما قال الشيخ سفر الحوالي في كتابه الجائر منهج الاشاعره في العقيده الذي اخرج الاشاعره من اهل السنه كليا ورد على الشيخ ابن باز وكبار العلماء في السعوديه عدم إخراجهم كليا ثم ختم بحثه بانهم من اهل الضلال في الدنيا ومتوعدون بالنار في الاخره ثم قام الغلاة على الشيخ سفرالحوالي واتهموه بالخارجيه وضللوه وهكذا يحصد الغلو ابناءه 
*او احراق كتب الائمة في شروح الحديث والتفسير وغيرها كما فعلها السلفيه الحداديه اتباع محمود الحداد 
بتهمة الاشعريه اوالطعن الدائم في معتقدهم وغمزهم بالضلال في كل مناسبه اوبغير مناسبه وجعل حربهم اولوية مقدمه على كثير من واجبات يفرضها فقه الواقع كما هو حال كل الغلاة
لاشك ان هذا الموقف العلمي للشيخ البنا في مسالة الاسماء والصفات اهدى واوعى مماسبق فالخلاف في التاويل حاصل ولا يمكن دفعه بالمكابره وهو خلاف معتبر له حض من النظر والله اعلم 
*وليس هذا الموقف غريبا من العلامه حسن البنا فهو ابن المحدث العلامه عبد الرحمن البنا الساعاتي الذي خدم اكبر موسوعه حديثيه سنيه وهو مسند الامام احمد رحمه الله خدمة لم يقم بها احد قبله منذ كتب الامام احمد مسنده اذ رتب احاديث المسند ال٤٠ الف حديث على ابواب الفقه كترتيب كتب السنه ثم شرحها ثم خرجها في موسوعته الفتح الرباني في ترتيب مسند الامام احمد بن حنبل الشيباني في ٢٥ مجلد والذي يعتبر مرجعا يرجع له اعلام الحنابله في عصرنا كابن باز وابن عثيمين ويرجع له ايضا محدث العصر الالباني والمحدث شعيب الارؤوط ايضا وغيرهم 
اذا الشيخ حسن البنا نشأ في بيت السنه ورجح مذهب اهل السنه في معتقده والزم به جماعته ومع ذلك يابى الغلاة الا اخراجه من السنه وربما الاسلام.

عقيدة الإخوان المسلمين(٣)

*ثانيا: فان قيل ان حسن البنا ليس على عقيدة السلف وان ما رجحه عقيدة المفوضه الذين يفوضون علم الصفه
لا كيفيتها وهو خلاف مذهب السلف بل هو شر المذاهب 
فالجواب كما يلي:
*ان معنى التفويض هو 
اثبات صفات الله الوارده في الكتاب والسنه الصحيحه وعدم تفسير معناها وتفويض معناهاالى الله وهذا التفويض ليس تعطيلا لانه يثبت الصفه اصلا على مراد الله ولاينفيها كما يفعل الجهميه والمعطله
وقد نسب هذا التفويض الى السلف جمع من كبار المحدثين والائمة من اهل السنه
*منهم الامام المحدث العراقي حيث قال ( في حديث النزول ومجيء الله لائمتنا فيه مذهبان احدهما تفويض المراد منه الى الله تعالى والسكوت عن التاويل مع الجزم بان الظواهر المؤديه الى الحدوث او التشبيه غير مرادة وهو مذهب السلف وثانيهما انا نؤولها على ما يليق بجلال الله تعالى بشرط كون المتاول متسعا في لغة العرب )الغيث الهامع شرح جمع الجوامع 
٩٢٦/٣
نقلا عن التفويض
ص ٢٤٨للشيخ سيف العصري 
*ومنهم الامام الذهبي وقد نسب الى السلف تفويض العلم بالصفات الى الله ورسوله في موضع منها قوله( فعلم قطعا ان ان قراءتها وامرارها على ماجاءت هو الحق لاتفسير لها غير ذلك فنؤمن بذلك ونسكت اقتداءً بالسلف معتقدين انها صفات الله تعالى استأثر الله بعلم حقائقها وانها لاتشبه صفات المخلوقين ..) سير اعلام النبلاء ٥٠٦/١٠ للامام الذهبي
*وقوله (قلت: من أقر بذلك - اي صفة استواء الله على عرشه-تصديقا لكتاب الله، ولأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله، ولم يخض في التأويل ولا عمق، فهو المسلم المتبع...)
سير اعلام النبلاء ٣٧٣/١٤ للامام الذهبي
@ وقوله(وأما السلف، فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا، وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله)
سير اعلام النبلاء ٣٧٦/١٤ للذهبي
* ثم اختار الذهبي التفويض فقال في سير اعلام النبلاء ١٠٥/٨(فقولنا في ذلك وبابه: الإقرار، والإمرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم.)
فقرر رحمه الله في كل الصفات الإقرار والامرار "والتفويض" لمعناها فهل من انصاف وتعقل وعذر للبنا الذي لم يخرج عن ماقاله هولاء الاعلام لفظا ولا معنى
* ومنهم الامام ابن الوزير فقد نقل في كتابه الروض الباسم ٣٠٢/١ عن النووي نسبة التفويض الى السلف -وقد تقدم معنا -واقره واحتج به في تنزيه الفقهاء من التجسيم 
*ومنهم الامام المحدث ابن الصلاح حيث قال فيما نقله عنه الزركشي(وعلى هذا الامر- التفويض- مضى صدر الامه وسادتها واياه اختار ائمة الفقهاء وقادتها واليهاء دعا ائمة الحديث واعلامه..)البرهان في علوم القران٧٨/٢ للزركشي
**ومنهم الامام البيهقي حيث قال(صعود الكلام الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن القبول وعروج الملائكة هو إلى منازلهم في السماء وأما ما وقع من التعبير في ذلك بقوله إلى الله فهو على ما تقدم عن السلف في التفويض وعن الأئمة بعدهم في التأويل) 
فتح الباري ٤١٦/١٣للحافظ ابن حجر واقره
@ ومنهم الامام القاري حيث قال (-في صفة اليدين- مذهب السلف من نفي التشبيه وإثبات التنزيه مع التفويض أسلم انتهى)
تحفة الاحوذي شرح سنن الترمذي للامام المباركفوري ٢١٥/٩
@ بل ونسب التفويض الى السلف بعض الحنابله انفسهم قال الامام ابن رجب(فلهذا اتفق السلف الصالح على إمرار هذه النصوص - اي في الصفات -كما جاءت من غير زياده ولا نقص وما أشكل فهمه منها وقصر العقل عن ادراكه وكِل الى عالمه )فتح الباري لابن رجب ٣٣٥/٢
فقوله وكله الى عالمه ظاهر صريح في تفويض علم حقيقة الصفات الى الله
@ وقال الامام ابن قدامه الحنبلي( ومذهب السلف رحمه الله عليهم الايمان بصفات الله تعالى واسمائه التي وصف بهانفسه ... الى قوله بل امروها كماجاءت وردوا علمها الى قائلها ومعناها الى المتكلم بها... ولم يعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه واخذ ذلك الاخر والاول ووَصى بعضهم بعضا بحسن الاتباع ..) ذم التاويل ص ١١ لابن قدامه وله نحو ذلك في لمعة الاعتقاد كما تقدم 
@ وهو قول الامام احمد نفسه (حيث قال في حديث النزول لما سأله حنبل ينزل بعلمه او بماذا؟ قال اسكت عن هذا مالك ولهذا ...الى قوله ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته ... قال ابن رجب ومراده ان نزوله) 
المرجع السابق ٣٣٤/٢ 
*واصرح منه قول الامام احمد (ولا كيف ولا معنى)
نقله عنه الامام ابن تيميه في الفتاوى ٣٦٣/١٧ وتعقبه
@ واعترف بعض حنابلة عصرنا ان التفويض مذهب جمهور علماء الامه كما قال الشيخ احمد عبد الرحمن القاضي في كتابه مذهب التفويض ص١٩٠ ان التفويض مذهب جمهور علماء الامه ثم وصفهم بانهم خدعوا الامة بالتفويض !!ونحو ذلك ذكر الشيخ سفر الحوالي في كتابه منهج الاشاعره في العقيده ماحاصله من ان التاويل والتفويض مذهب اغلب العلماء
* ومع كل ماسبق يصر الغلاة على تضليل الشيخ حسن البنا لمتابعته من سبق ذكرهم وغيرهم من الائمه في نسبة التفويض للسلف فهل هذا التجني على الشيخ البنا والاخوان وليد البحث العلمي النزيه والحكم المتجرد ؟ اما هو الهوى والعصبيه التي تظن انها ستلغي بتشددها حقيقه بهذا الحجم وهي حقيقة ان التاويل او نسبة التفويض في علم الصفات الى السلف الصالح مسالة اجتهاديه حاول الغلاة التغطيه عليها بقسوتهم على المخالف رغم ضخامة المخالف وعمقه العلمي ومكانته في الاسلام بل رغم انه يمثل أكثرية العلماء كما يعترف الغلاة انفسهم احيانا
لقد ان الأوان لان ينصفوا ويدعوا لوحدة اهل السنه باختلاف مدارسهم الفقهيه والعقديه التي لا يخرجها خلافها عن اهل السنه واعلموا ان صوتكم العالي في تحقير المخالف وتضليله لايعني انه كذلك وانما يعني فهمه حقيقة الخلاف وحرصه على لم شمل الامه وفهمه السليم لعقيدة اهل السنه التي لا تفرض هذه التفاصيل اصلا على غير اهل الاختصاص وهم العلماء وهذا مذهب الشيخ البنا وجماعة الاخوان المسلمين

ليست هناك تعليقات: