( هذه ثوابتنا)...................د. عبدالرحمن الخميسي
من يوجه للعلماء نصيحة ويقول: تعلموا من أخطائكم، وارفقوا بأتباعكم، وكفاكم شحنا، وتحريضا، وتكفيرا لمخالفيكم، الخ
نقول له: نحن لانكفر أحدا لم يقم الدليل القطعي على تكفيره، وأيضا فإنا لانكفر ابدا في المختلفات، والمشتبهات
والتكفير ياهذا بضوابطه الشرعية هو منهج القرآن والسنة وعلماء الأمة منذ الصدر الأول والى اليوم، وقد كفر الله تعالى اليهود، والنصارى، والمجوس، والمشركين، والصابئة، والمستهزئين به، وبدينه، وبرسله، وكفر فرعون، وهامان، وقارون، وأبالهب، وغيرهم، فكيف تطلب منا ألا نكفر من كفره الله؟
وقد ذكر العلماء في كتبهم وأجمعوا على ذلك: أن من لم يكفر من كفره الله تعالى، ومن قام الدليل القطعي على كفره فإنه كافر، لأنه بذلك يكذب الله تعالى، وينكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة، ولاخلاف في كفر من يصدر منه هذا
ولعلك بهذا تعلم ان التكفير بضوابطه هو عقيدة عند العلماء، ولايمكن أن يتخلوا عن عقيدتهم، ولا عن ثوابتهم
واما ماذكرته من التحالف مع اليساريين، والقوميين، فيمايسمى باللقاء المشترك فليس تحالفا على الفكرة، وانما هو تحالف سياسي، وعلى مبدأ لكم دينكم، ولي دين، وبعد أن أقروا ولو نظريا بالاسلام عقيدة وشريعة، ولا اشكال في ذلك شرعا
وكما وجهت الينا النصيحة فانا نوجه اليك النصيحة ايضا ونقول لك: ان رأس مال المسلم هو العقيدة الصحيحة فاذا خسرها خسر آخرته، واذا ربحها ربح الآخرة، فلا تخسر عقيدتك وقد جاءك النذير
وكيف ياهذا تطلب منا أن نتخلى عن عقيدتنا إيأس من هذا رحمك الله، وابحث لك عن غيرنا، ولو قلت لنا: ياهؤلاء اتقوا الله، ولاتتسرعوا في التكفير، وراقبوا الله في ألفاظكم فانكم مسئولون عما تقولون، لقلنا لك: جزاك الله خيرا، ووجدتنا كما طلبت وقد نزلنا عند نصيحتك، غير ان كلا يعمل على شاكلته، وربك اعلم بمن هو اهدى منا سبيلا
ليست هناك تعليقات: