اللبرالية ..من نافذة الإسلام... بقلم : النائب محمد الحزمي

اللبرالية ..من نافذة الإسلام...  بقلم : النائب محمد الحزمي


-الليبرالية مذهب جاهلي معاصر تبناه الرئيس الأمريكي الأسبق "رولند ريغان" و "مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ،،مستغلين قوتهم العسكرية والاقتصادية ونفوذهم في العالم .
فأرادوا عولمة هذا المذهب
وهو مذهب فوضوي وقد عرفه
الكاتب الأمريكي (Rassel Jacoby) إذ يقول عن الفكر اللبرالي : "إنه ليس فقط مفتقدا تراثا كلاسيكيا واضحا، بل مختلطا أيضا بالغموض والفضيحة".
وأيضا استغلوا حالة العالم الإسلامي الذي يعيش مرحلة الاستبداد السياسي والتخلف العلمي ، ومع ذلك فقد عجز الغرب أن يتمكن من اختراق الشعوب بهذا المذهب وإن اخترق مؤسسات الدول إلى حد ما ،ثم بدأ مرحلة جديدة وهو رفع الدعم عن المؤسسات الحكومية بحجة أنها مؤسسات فاسدة ،،وحوله إلى ما يسمى بالمنظمات غير حكومية ،،أو ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني التي انيط بها الترويج لهذا المذهب الفوضوي
وفعلا أغلبها بدأ يروج لهذا المذهب بل للأسف حتى بعض الإسلاميين سقطوا في وحله وصاروا من دعاته عبر نافذة الإسلام
، وفق مخطط يهدف إلى سحب البساط من العلماء الذين يحتكرون فهم النصوص كما يقولون
ذكر تركي علي الربيعو في كتابه
"الحركات الإسلامية في منظور الخطاب العربي المعاصر"
أن نصر حامد أبو زيد
(صاحب رسالة "الاتجاه العقلي في التفسير" وقد حكم عليه بالتفريق بينه وبين زوجته)
سعى إلى قراءة جديدة لمفهوم النص في محاولة منه لسحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين-العلماء- الذين لا يزالون يحتكرون فهم النص القرآني."
وهذا دليل على خبث أصحاب هذا المذهب ،أن يتسللوا بفكرهم عبر هذا التأويل الجديد للنص الاسلامي
واستخدام فكرة "التقية"، لدفع الشُّبه عنهم، فإذا سئلوا عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ادّعوا احترامهما والعمل بهما "تقية" منهم وبُعدًا عن الصدام مع عموم المسلمين،،
إرجاءً منهم لمرحلة الصدام،،
كما أنهم يستخدمون مصطلحات القيم الإسلامية ،،
فمثلا يتحدثون عن "التسامح"
وهو مبدأ إسلامي يُقصد به التساهل مع العباد بترك الشدة، وبالصبر على أذاهم، والإحسان إليهم، ولا يعني تمييعًا للدين، أو تفريطًا في دعوة الناس إليه،
لكن اللبراليين يحولون التسامح إلى شذوذ وانحراف عن الطبع السوي والفطرة السليمة فالتسامح الليبرالي يؤسس لعالَم فوضوي كما ذكرنا، تقول فيه ما تشاء، وتفعل ما تشاء، دون وازع ديني أو رادع أخلاقي أو مجتمعي ،إلا بسلطة القانون ،وهذا القانون بلا سلطة أساسا
فعند صياغته نزع منه ما يقيد رغبات الإنسان ،فلا يحق لهذه السلطة القانونية محاكمة أفكار الانسان ومعتقداته ،ومن هنا فلا يحق لك ان تكفِّر من يكفر بعقيدتك حتى لو كفَّره القرآن
مع أن الغرب المتبني للحرية هو لايطبقها فعلا.
فمثلا نحن كمسلمين لا يتركنا الغرب نعبد الله أو نعيش كما يريد ديننا بل يريدنا أن نعيش وفقا لهويته هو وثقافته وإلا فنحن متطرفون وإرهابيون ،ونلاحظ هذه النزعة حتى عند أكابر منظريهم .
بل هاهو الفيلسوف الإنكليزي جون لوك
وهو صاحب (رسالة في التسامح) والذي تحدث عن فضائل التسامح وميزاته، ثم إنهاؤه رسالته: "بأن هذا التسامح لا يمكن أن يمتد للـكاثوليك، ولا اليهود، ولا بالطبع المسلمين"، وإنما كلامه منصب على التسامح بين البروتستانت في إنجلترا!
ولهذا نجد أن اللبراليين لا يتحدثون عن الجرائم التي ارتكبت في العراق أو فلسطين أو سوريا وهم الذين ارتكبوها بايديهم ،أو عن طريق مخالبهم ،أو بتاييدهم أو بصمتهم،،
حتى منظمات المجتمع المدني العاملة معهم لم نشاهد لها أي موقف داعم لقضايا التحرر من الاحتلال ،أو رفع الحصار، عن غزة في فلسطين ،أو مضايا في سوريا، أو تعز في اليمن، أو المقدادية في العراق،هذه أمثلة حية حاضرة
ومن هنا ننبه شبابنا الحذر من هذا الفكر الخبيث حتى وإن حملته إليهم السنة عسلية الكلام فقد قال سبحانه وتعالى - "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"

ليست هناك تعليقات: