ما وراء هذه الاسطوانة المشروخة ......... الشيخ عبدالله العديني


ما وراء هذه الاسطوانة المشروخة



كل مسلم يعلم أن الله شرع في كتابه فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران : 104]

وكل مسلم يعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)
ومن خلال الآية والحديث يتبين أن كل مسلم يرى منكرات يجب عليه تغييرها بما يملك من قدرة ولا يخاف في الله لومة لائم فقد ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يمنعن أحدا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو سمعه أو شهده)
والاسطوانة المشروخة 
التي هي عنوان الموضوع أعني بها ما عناه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)
وهذا الحديث هو عنوان لضعف الشخصية الإسلامية التي فقدت بوصلتها وقرارها وأصبحت تقاد فكرا وسلوكا وحتى في الألفاظ من أعدائها
وما نراه اليوم
من حملات التشويه والتكفير والسخرية ليس بالعلماء فقط ولكنها تستهدف كل مسلم غيور يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيطلقون عليه أنه تكفيري ومحرض وغيرها من الألفاظ وهم بهذا يقلدون وينفذون أوامر أسيادهم من الغرب وهدفهم الأكبر هو ممارسة الإرهاب على كل مسلم يغار على حرمات الله من أجل أن يصمت بل ويوافق بل ويصفق لكل منكر 
حتى تنفذ نظريتهم التي يسمونها الليبرالية والتي تعني الحرية المطلقة
وحقيقة الليبرالية:
أنها تعني العدوان الواضح والصارخ والفاضح على دين المسلمين وأعراضهم وأموالهم ودمائهم وحرياتهم وكرامتهم 
ولا يجدون من يعترض عليهم فمن اعترض عليهم فهو تكفيري ومحرض وضد الوطن وضد حقوق الإنسان وحقوق المرأة رغم أن الاعتراض هو من أجل الدفاع عن هذه الحقوق ولكن هي الغيبوبة التي وقع فيها بعض المنتسبين إلى الإسلام
وإذا سلمنا لهم بهذا فإن علينا أن نعترف أن الله عز وجل تكفيري وأن القرآن الكريم كتاب تكفيري وأن محمدا صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء هم تكفيريون لأن الله وكتابه وأنبياءه هم الذين أمروا المسلم بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهذه الاسطوانة
هي تنبع من كل مستبد وفاسد
فلها اليوم ينبوعان تنبع منهما وهما:
أمريكا وإيران فالروافض يتبعون إيران وهؤلاء الناشطون والناشطات والذين يتبنون مخرجات الحوار الوطني هم أتباع لأمريكا وهما وجهان لعملة واحده
ولغتهم هذه هي في فترات الضعف وغياب الاستقرار
أما إذا تمكنوا واستقر الأمر لهم الأمر فإن اللغة ستتحول ضد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر سيقال عنهم في فترة القوه لليبراليين أنهم يتآمرون على قلب نظام الحكم وهكذا نراهم أعداء لكلمة الحق

ونصيحتي لكل شاب مسلم ولكل امرأة مسلمة ألا تنخدعوا بهؤلاء العملاء والجبناء والذين اختاروا لأنفسهم موقعا في خندق الأعداء ضد دينهم وأمتهم بل وضد أنفسهم

وعلينا أن نرفع أصواتنا بالدعوة إلى الله غير آبهين بهم وبمن يدعمونهم فهم أضعف من بيت العنكبوت وعند ما يرون ثبات الدعاة في مواقفهم سوف يتساقطون كتساقط أوراق الخريف والله من ورائهم محيط

وحسبنا الله ونعم الوكيل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين




ليست هناك تعليقات: