اثر ردود الافعال على السنة 1 -2- 3..............بقلم الشيخ علي القاضي

اثر ردود الافعال على السنة (١)

توقعت ان تهب عاصفة على السنه النبويه من المبتلين بمرض انكار السنه بعد الانتهاء من الفتن الحوثيه تنكر بعض الاحاديث الوارده في ال البيت وقريش والمهدي ونحو ذلك كرد فعل ضد الحوثيين ولكنها بدات الان والعاقل الحريص على دينه لا يقدم على رد السنه الصحيحه كرد فعل او تعلقا بتضعيف لا يقدح في صحتها ويكفي ان يرجع الى شروح الحديث وسيجدها كلها تدور حول معنى واحد هو ان فضل آل البيت مشروط بتقواهم لا بنسبهم وبهذا يسلم الموفق من رد الاحاديث ويعطي كل ذي حق حقه *وارسل الى بعض من لا يسعنا رد طلبه لفضله وعلمه تضعيف احدهم لحديث كتاب الله وعترتي وتشكيكه في السنه عامة بل واتهامه لاهل السنه باهمال القرآن والاعراض عنه زعم فكان لزاما علي الاستجابه لطلب الرد عليه وسابدأ بعرض الحديث الصحيح ثم الرد على من ضعفه ثم نرد باقي شبهاته في حلقات قادمه
* وليس غريبا ان يختلف العلماء في تصحيح حديث او تضعيفه بعد اعمالهم لقواعد علم المصطلح ولكن الغريب ان يستغل البعض قواعد علم الجرح والتعديل -والتي وضعها الائمة لصيانة السنه لا لهدمها-
في التشكيك بالسنه عامة وهو ما دفعنا للرد على تضعيف كتاب الله وعترتي وسنرد باختصار شديد لكون الكلام في المصطلح صعب وغامض حتى على بعض الدعاة فضلا عن غيرهم والى الحديث 
* حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان،عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله - عز وجل - حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» ".
رواه أحمد، وإسناده جيد. 
مجمع الزوائد للامام الهيثمي رقم١٤٩٥٧
وصححه بشواهده الشيخ شعيب الارنؤوط دون قوله حتى يردا على الحوض في تحقيقه لمسند الامام احمد رقم ٢١٥٧٨ وصححه كاملا الهيثمي والمناوي والترمذي والالباني وغيرهم 
* حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما
و قال هذا حديث حسن غريب. سنن الترمذي رقم ٣٧٨٨ وصححه الالباني في صحيح الترمذي وغيره 
*وله طرق كثيرة 
منهامن حديث علي عند ابن أبي عاصم في "السنة" (١٥٥٨) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٧٦٠) من طريقين عن أبي عامر العقدي، عن كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عنه، مرفوعا، بلفظ: "إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيد الله، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي"، وإسناده حسن.
مسند احمد١٧٢/١٧تحقيق الشيخ شعيب الارنؤوط
وقال الشيخ شعيب ايضا في تحقيقه لسير النبلاء له شاهد يتقوى به عند أحمد ٥ / ١٨١، ١٨٢، من حديث زيد بن ثابت، وسنده حسن في الشواهد، وآخر من حديث زيد بن أرقم عند الترمذي (٣٧٨٨) وحسنه، وثالث من حديث جابر بن عبد الله عند الترمذي (٣٧٨٦) أيضا وحسنه.
وفي الباب عن غير هؤلاء انظر " المجمع " ٩ / ١٦٣، وما بعدها، وأخرجه مسلم في " صحيحه " (٢٤٠٨) تحقيق سير اعلام النبلاء٣٦٩/٩
* فهذه الطرق السابقه كما ترى اخي القاريء ليس فيها زيد بن الحسن الانماطي الذي ادعى هذا المجازف ان مدار الحديث عليه وانما اعتمد على رواية الترمذي التي فيها ذكر الانماطي وتعلق بتضعيف بعض الائمة له ولم يلتفت لقاعده تصحيح الحديث بكثرة طرقه وشواهده واليكم الحديث الذي في سنده الانماطي
* حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي قال: حدثنا زيد بن الحسن، - الانماطي-عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: " يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي "
وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وزيد بن الحسن، قد روى عنه سعيد بن سليمان، وغير واحد من أهل العلم , سنن الترمذي رقم ٣٧٨٦ ووافقه الامام العراقي في تخريج الاحياء وصحيحه الشيخ الالباني بطرقه في السلسله الصحيحه رقم١٧٦١
* فاستغل هذا القادح كلام العلماء حول زيد بن الحسن الانماطي وهو كما ترى ليس متروكا فقد روى عنه كثير من اهل العلم كما قال الترمذي انفا وهذه تزكية له واما ضعفه فمنجبر بكثرة طرق الحديث التي اشار اليها الترمذي انفا
* وقال المناوي في فيض القدير حديث رقم 2631( :رجاله موثقون ورواه أيضا أبو يعلى بسند لا بأس به والحافظ عبد العزيز بن الأخضر وزاد أنه قال في حجة الوداع ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي وقال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة )
اذا رواه اكثر من عشرين صحابي وكثيرمن الرواة عنهم فليس مداره على الانماطي كمازعم هذا المضعف للحديث بقوله ( لكن زيداً بن الحسن الأنماطي تفرد بزيادة رواها بهذا الإسناد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبدالله ، وتلك الزيادة هي : (( وعترتي أهل بيتي )) ، وزيد هذا ضعيف كما في تقريب التهذيب ، بل قال عنه أبو حاتم : منكر) 
*قلت جرح الامام ابو حاتم فيه تفصيل قال الامام الذهبي في ترجمة الامام ابي حاتم(وإذا لين رجلا، أو قال فيه: لا يحتج به، فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه، فإن وثقه أحد، فلا تبن على تجريح أبي حاتم، فإنه متعنت في الرجال ، قد قال في طائفة من رجال الصحاح : ليس بحجة، ليس بقوي، أو نحو ذلك.) سير النبلاء ٢٦٠/١٣
اذا لايترك زيد بن الحسن الانماطي لتضعيف ابي حاتم له فقد روى عنه جماعه كما قال الترمذي وللحديث طرق ينجبر بها مافي زيد من ضعف
* الخلاصه الحديث صححه الترمذي واقره العراقي في تخريج الاحياء والهيثمي والحاكم والمناوي والالباني والارنؤوط وليس مداره على زيد بن الحسن الانماطي فله طرق كثيره ويشهدله مع ماسبق من الشواهد حديث زيد بن ثابت في مسلم رقم ٢٤٠٨بلفظ 
(فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي )).
*معنى الحديث
اما معنى الحديث فله شرح يستغنى بحسنه عن تضعيفه
* قوله صلى الله عليه وسلم (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) قال التوربشتي عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله أهل بيتي ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه انتهى
ومعنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم زاد السيد جمال الدين إذا لم يكن مخالفا للدين
تحفة الاحوذي شرح صحيح الترمذي ١٩٦/١٠للامام المباركفوري
*وقال الامام المناوي: وعترتي بمثناة فوقية (أهل بيتي) تفصيل بعد إجمال بدلا أو بيانا وهم أصحاب الكساء يعني أن علمتم بالقرآن واهتديتم بهدى عترتي العلماء لم تضلوا (وإنهما لن يفترقا) أي الكتاب والعترة (حتى يردا على الحوض) الكوثر يوم القيامة وقيل أراد به بعترته العلماء العاملين لأنهم الذين لا يفارقون القرآن أما نحو جاهل وعالم مخلط فلا وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل فكما أن كتاب الله فيه الناسخ والمنسوخ المرتفع الحكم فكذا ترتفع القدوة بالمخذولين منهم 
التيسير بشرح الجامع الصغير٣٦٧/١
*وقال المحدث الالباني:والحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة
الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله: " فعليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين ... ". قال الشيخ القاريء (١ / ١٩٩) : " فإنهم لم يعملوا
إلا بسنتي، فالإضافة إليهم، إما لعملهم بها، أو لاستنباطهم واختيارهم إياها
السلسله الصحيحه رقم ١٧٦١
*وبهذا الشرح الموفق نرد على من يستغل نسب ال البيت والعتره في استعباد الناس وسفك الدماء والخراب وفي نفس الوقت نحفظ احترام فضلاء وصلحاء ال البيت الذين لم يستغلوا نسبهم في الاضرار بالناس او استعبادهم وقبل هذا وذاك نحفظ اعتقادنا حول السنه واجلالنا لها ونسلم من رد السنن بالاهواء والامزجه

اثر ردود الافعال على السنه(٢)

* وفي هذه الحلقه سنرد على المجازف في تضعيف حديث العتره 
وحديث كتاب الله وسنتي وغيرها
لا لاجل هذه الاحاديث فقط بل لما تضمنه مقاله هداه الله من نسف صريح لحجية السنه كما سنتناول ذلك في هذه السلسله 
*فمن اخطر ما قاله قوله اصلحه الله(أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله ، وجعل الاستمساك به هو ما يعصم الأمة من الضلال ، وقد وعى المسلمون الأوائل تلك الوصية جيداً ، وانطلاقاً منها قال الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في مرض وفاة رسول الله : ( حسبنا كتاب الله ) ! ولم ينكر عليه النبي ، ولو كان عمر قال باطلاً لما أقره النبي صلى الله عليه وسلم.) واشار بهذا الى ان موافقة الرسول عليه السلام لعمر رضي الله عنه موافقه على الاكتفاء بالقران فقط وهذا تلبيس مكشوف يعرض بمقام السنه ويؤكد هذا المعنى المارق بكلام اكثر مروقا واعمق ضلالا وذلك بزعمه ان رسول الله جعل العصمه في القران وحده وسنتناول ذلك في الحلقه القادمه وسنقف في هذه الحلقه مع ما زعمه على سيدنا عمر
وسارد عليه باختصار شديد لعدم مناسبة الزمان والمكان لهذه الموضوعات لولا مجازفة هؤلاء التي حملتنا على الرد عليهم لفرط تجاوزهم والى الرد:
* الرد على افترائه على سيدنا عمر انه قصد الاكتفاء بالقران فقط والتعريض برده السنه
*اولا قال الامام الحافظ بن احجر (قول عمر حسبنا كتاب الله لم يرد أنه يكتفي به عن بيان السنة بل لما قام عنده من القرينة وخشي من الذي يترتب على كتابة الكتاب مما تقدمت الإشارة إليه فرأى أن الاعتماد على القرآن لا يترتب عليه شيء مما خشيه ..) والله أعلم 
فتح الباري ١٣٤/٨
اذا قول عمر حسبنا كتاب الله كان شفقة على رسول الله من مرضه حتى لا يشق عليه الكلام وخوفا من سؤ فهم البعض له ونحو ذلك من المقاصد العاليه لا لمزا بمكانة السنه كما يلبس اعداء السنه في كل زمان بمقولة عمر هذه وربما تاثر بهم هذا الاخ هداه الله
*ثانيا ضلل عمر من ترك السنه وحذر الناس من منكري السنه الذين تنبأ بظهورهم فقال عن حد الرجم (إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، ) رواه البخاري رقم٦٨٣٠ ومسلم رقم١٦٩١
وبالمناسبه هذا المجازف ينكر حد الرجم فهو ممن حذر منهم الملهم عمر رضي الله عنه فهلا تاب الى الله
*ثالثا روى عمررضي الله عنه في كتب السنه اكثر من ٥٣٠ حديث فكيف يشاع عنه انه يكتفي بالقران فقط
* رابعاحذر عمر رضي الله عنه من ضُلال المتفلسفه الذين يردون السنه ويقدموا عليها امزجتهم لعجزهم عن استيعاب وفهم السنه فكيف ينسب اليه الاكتفاء بالقران فقط فقد
* (قال عمر بن الخطاب: إياكم والرأي؛ فإن أصحاب الرأي أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يعوها وتفلتت منهم أن يحفظوها، فقالوا في الدين برأيهم.
وقال الشعبي: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، فقالوا بالرأي، فضلوا وأضلوا، وأسانيد هذه الآثار عن عمر في غاية الصحه كما قال ابن القيم) . اعلام الموقعين ٤٤/١للامام ابن القيم 
* وكان الصحابه يرون ترك السنه ضلالا قال ابن مسعود وهو اتبع الناس لهدي عمر فكيف بعمر نفسه رضي الله عنهم (ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم.)رواه مسلم
*خامسا كان الفاروق عمر يرسل الامراء والحكام على البلدان لتعليم الناس السنه فكيف يقال انه يكتفي بالقران فقط ففي مسنداحمد وصححه المحدث احمد شاكر والحاكم وصححه ووافقه الذهبي {قال عمر ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم}،
* سادسا كان رسول الله قبل ذلك يرسل الى البلدان ونحوها من بعلمهم السنه ففي مسلم رقم ٢٤١٩ {عن أنس، أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام قال فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: «هذا أمين هذه الأمة} فكيف يقال اكتفى رسول الله وعمر بالقران فقط
*سابعا اقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان القضاء بالسنه قضاء بكتاب الله فقال لمن طلب منه ان يقضي (والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله جل ذكره، المائة شاة والخادم رد، عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها») رواه البخاري فهل ينسب عاقل بعد ذلك الى رسول الله موافقة عمر على الاكتفاء بالقران فقط؟ مع ان عمر نفسه لا يعتقد ذلك
اللهم اهدنا بهداك

ردود الافعال واثرها على السنه(٣)

هذا المجازف ادعى ان سيدنا عمر اكتفى بالقران فقط وان رسول الله اقره وقد اجبناعلى ذلك في الحلقه السابقه واكد دعواه الفاسده تلك بدعوى اشد فسادا واعمق ضلالا وذلك بافترائه على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه (أوصى رسول الله بالاعتصام بكتاب الله ، وجعل فيه وحده العصمة من الضلال ، وحاشاه عليه الصلاة والسلام وهو الذي حرص كل الحرص على تجريد القرآن أن يقرن به شيئاً آخر ويجعله في نفس مستواه) وهذه ظلمات من الكذب على رسول الله بعضها فوق بعض وضع خطوطا على قوله خاصة (وجعل فيه وحده العصمه) وعلى قوله( وحاشاه ان يقرن بالقران شيئا اخر ويجعله في مستواه) فياله من جريء على رسول الله كيف يفتري عليه انه حصر الهدايه في القران وكيف يفتري على رسول الله انه لم يقرن السنه بالقران ويجعلها مثله في وجوب الاتباع؟بل كيف غفل عن القران الذي امر باتباع النبي وطاعته وجعل طاعته طاعة لله وهدد من اعرض عن حكمه عليه السلام وفخم ذلك واكده في اكثر من ٤٠ اية تقريبا وسنرد على هذه الضلاله باختصار ايضا فقد الف العلماء قديما وحديثا في حجية السنه والرد على اعدائها مجلدات ولا يسع الزمان والمكان لبسط شيئا من ذلك فنكتفي بشذرات فقط فالى الرد :
* اذا ورد ذكر كتاب الله مفردا فتدخل فيه السنه ويكون الامر به امر بالسنه كما يدخل الايمان في الاسلام اذا ورد الاسلام مفردا والعكس واذا ذكر الكتاب والسنه مجتمعين فيدل الكتاب على القران كلام الله لفظا ومعنى والسنه على حكم الله بلفظ رسوله فالقران والسنه اذا وحيان الاول متلو في الصلاة والثاني غير متلو على حد تعبير العلماء
و اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا كالايمان والاسلام واليكم اقوال ائمة الاسلام :
* اولا الرد الى القران هو رد الى السنه لامر القران بها والرد اليها رد الى القران لامرها بلزومه
قال الحافظ في الفتح{فإذا اتبع الناس ما في الكتاب عملوا بكل ما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم به لقوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه الآية }٣٦١/٥
* قال الامام السندي:قوله: (إلا من حبسه القرآن) ...... أو في السنة من حيث إن القرآن قد جاء بوجوب التصديق بالسنة فما وردت به السنة بمنزلة ما ورد به القرآن) شرح سنن ابن ماجه ٥٨٣/٢ للسندي
* وقال السندي ايضا(الدين سواء كان ثابتا بالكتاب أو بالسنة يحتاج طالبه إلى السنة فإن الكتاب بيانه بالسنة لقوله: {لتبين للناس ما نزل إليهم} [النحل: ٤٤] وليس لأحد أن يستبد بالكتاب عنها، ) شرح سنن ابن ماجه٣/١
* ثانيا الاحتجاج بالقران لايدخل فيه السنه فقط بل ما دل عليهما القران والسنه من اجماع وقياس صحيحين عند جمهور العلماء
قال الامام ابن بطال: (المراد بكتاب الله هنا: حكمه من كتابه، أو سنة رسوله، أو إجماع الأمة)
فتح الباري للحافظ ابن حجر ١٨٨/٥
*قال الامام ابن تيميه في مجموع الفتاوى ١٣١/١٩ما ملخصه( يدخل في كتاب الله السنه والاجماع والقياس الصحيح لدلالة القران على ذلك وهو قول الجمهور )
*ثالثا السنه هي حكم الله على لسان رسوله ووحيه تعالى الثاني بعد القران وهذا بنص القران قال تعالى (وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) وهذا ما فهمه الصحابه ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
*قال ابو موسى الاشعري( قال رسول الله اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان نبيه ما أحب») مسلم رقم١٤٥
* قال ابو موسى الاشعري (؛فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده)، رواه مسلم ٦٢
اذا ماجاء على لسان رسول الله هو قضاء الله هو وحي يوحى فيسمع الله لمن حمده هي قول الله ابلغه للامه رسول الله وهكذا في كل السنه التشريعيه
*رابعا يصح نسبة كل ماجاءت به السنه الى القران مباشرة ولو لم يكن فيه فتقول اوجب القران حد الرده والرجم وحرم الحرير على الرجال واوجب القران صلاة الجنازه ونحو ذلك مما استقلت به السنه فقط وبهذا افتى الصحابه ففي الصحيحين وابن حبان واللفظ له (عن علقمة، قال: جاءت امرأة من بني أسد إلى ابن مسعود، فقالت: إنه بلغني أنك تقول: لعنت الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة، وقد قرأت ما بين اللوحين، فما وجدت ما تقول، قال:بلى وجدت، ولكنك لا تعلمين، قالت: وأين هو؟ قال: أما قرأت: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: ٧] ، قالت: بلى، قال: هو ذاك )
قال الحافظ ابن حجرفي شرحه لهذا الحديث:(وجوابه-اي ابن مسعود- بما أجاب دلالة على جواز نسبة ما يدل عليه الاستنباط إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نسبة قولية فكما جاز نسبة لعن الواشمة إلى كونه في القرآن لعموم قوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه مع ثبوت لعنه صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك يجوز نسبة من فعل أمرا يندرج في عموم خبر نبوي ما يدل على منعه إلى القرآن فيقول القائل مثلا لعن الله من غير منار الأرض في القرآن ويستند في ذلك إلى أنه صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك)
فتح الباري شرح صحيح البخاري ٣٧٣/١٠
* خامسا ننقل لكم تكذيب رسول الله لهذا المجازف بقوله ان الرسول جرد القران أن يقرن به شيئاً آخر ويجعله في نفس مستواه فقد قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنه بالقران وسواها به رغم انف هذا المجازف وامثاله واليكم الدليل الناصع الحجه
* روى احمد رقم١٧١٩٤والترمذي وحسنه رقم٢٦٦٤  وابو داود رقم ٤٦٠٤وابن ماجه١٢  وابن حبان رقم ١٢ والحاكم وصححه رقم٣٧١ وغيرهم بسندصحيح -واتحدى المجازف يضعفه-(عن المقدام بن معدي كرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله)
فما معنى ان ماحرمه رسول الله كما حرم الله اليس هذاقرن للسنه بالقران اليس هذا هو معنى قول الله ( ومن يطع الرسول فقد اطاع الله) اليس هذا تكذيبا لهذا المجازف بقوله حاشا رسول الله أن يقرن بالقران شيئاً آخر ويجعله في نفس مستواه؟ فاين يذهب من هذا كله
*سادسا ننقل لكم تكذيب رسول الله لهذا المجازف بقوله ان الرسول لم يوصي بالسنه مع القران بوصية رسول الله بالسنه لوحدها وهو ابلغ من قرنها بالقران وجعلها رسول الله عصمة من الاختلاف فهل نقول في السنه كما قال هذا المجازف فنقول ان رسول الله جعل العصمه من الاختلاف في السنه فقط ؟
ام نقول كما يقول العلماء ان الوصيه بالسنه يدخل فيها الوصيه بالقران والعكس كما سبق بيانه
ففي حديث العرباض بن ساريه (قال صلى الله عليه وسلم أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء، المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ،) رواه احمدرقم ١٧١٤٤بسند صحيح الترمذي رقم٢٦٧٦ وصححه وابن ماجه رقم٤٤ وغيرهما وصححه جمهور المحدثين
وسياتي معنا روايات حديث كتاب الله وسنتي
* اخيرا قرن تعالى بين الكتاب والسنه في القراءه والتعلم فقال({واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}
وقرن بينها وبين القران في اثرها التربوي قال تعالى ( ويعلمهم الكتاب والحكمه)
والحكمه في الايتين هي السنه وما يؤول اليهاباتفاق اهل التفسير او اصح اقوالهم
* وقرن بينها وبين القران بالرجوع اليها كالقران قال تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردّوُه إلى الله والرّسول ) فما معنى الرد الى الرسول ان لم يكن الرجوع الى سنته.؟
والادله كثيره وفي ما دكرناه كفايه للموفق وكم هو متعب ان تاتي بعد ١٤٣٧ سنه من اعتقاد الامه بالسنه لتقنع بعض ضحايا التغريب بحجيتها هداهم الله

ليست هناك تعليقات: