القشيبي الحي ...#‏محمد_شبيبة‬

في اليمن قشيبي شهيد وقشيبي حي وكلاهما حي . 

القائد العسكري عبدالرب الشدادي هو القشيبي الحي 

لأنه القائد الذي حينما فر القادة ثبت

وحينما انكسروا هجم 

وحينما تخلو عن سلاحهم امتشق سلاحه 

عبدالرب الشدادي وقد سقطت صنعاء وتهاوت المعسكرات وسيطرت المليشيا وتمددت في المحافظات وأستولت حتى على سلاح الطيران وهرب الرئيس وأُسر وزير الدفاع وقادة الجيش والكل ألقى سلاحة ، عبدالرب في هذه اللحظة الفارقة والحرجةوالمُمِيته لم يتضعضع أو يضعف أو ينهزم بل ثبت ووقف شامخا وبدون إمكانيات وبقي هو القائد العسكري الذي ظل ممسك بعلم الجمهورية ويدافع عما تبقى منها . 

عبدالرب حينما كان الكل يبحث عن مأوى وملجأ ليختفي فيه أو يهرب إليه كان هو يبحث عن مترس ويستعير سلاح ليصد الإنقلاب ويواجه زحفه . 

عبدالرب ثبت قبل أن يكون هناك تحالف وقبل أن تكون هناك مقاومة وقبل أن يكون هناك جيش أو عيش . 

لو نطقت أحجار الجبال وأشجار الوديان وكثبان الرمال لما تحدثت إلا عن الشدادي ولقالت هنا كَرَ عبدالرب وهنا ثبت وهنا لم يفر وهنا قاتل وهنا حَرّض وهنا صال وهنا جال وهنا كَمَن وهنا تمترس وهنا خطط وهنا نشن وهنا نفذ وهنا هجم وهنا كسر الزحف وهنا صد العدو .

لا أعرف ماهي الرتبة العسكرية لهذا القائد ولا يهم أن أعرفها لأن عبدالرب الشدادي أكبر من كل الرتب وفوق كل الألقاب وهو يشرف الرتب ولا تشرفه ويزينها ولا تزينه 

لم يسبق لي شرف التعرف على عبدالرب ولا هو يعرفني وليس بيننا حتى المحادثه أو الإتصال ولم أكتب هذه الكلمات ليكون لي عنده حظوة ولست بحاجة إلى هذا فلي من الحظوة والقرب عند من هو أكبر منه منصبا وأعلى رتبة ما يجعلني ازهد فيما عنده إن كنت أطلبها ، ثم إن الرجل ليس عنده شيء بل أحيانا إذا عجز عن صرف مرتبات جنوده ترجل عن سيارته وباعها ووزع ثمنها عليهم 

لكن والذي خلق عبدالرب وخلق فيه قلبا لايستكين وعزيمة لاتلين إنما كتبت عنه هذه الأسطر شهادة للتاريخ وإشادة بالموقف إذ لايشكر الله من لا يشكر الناس 

ولا يستوي من لم يلقِ سلاحه قط مع من تخلى عنه 

ولا يستوي من ثبت في ساعة العسرة مع من إلتحق بالمقاومة وقد زالت الشدة . 

ولايستوي من صان شرفه العسكري وفضل الموت على إهانة النجمات والرتب تحت أقدام غلام من ضحيان يبول على عقبيه .

لايستون عند الله ولا عند الناس 

فرحم الله القائد حميد القشيبي الذي واجه المليشيا وثبت في ساعة العسرة حتى أستشهد . 

وحفظ الله عبدالرب الشدادي الذي واجه المليشيا وثبت في ساعة العسرة حتى أنتصر .