وقفه من التاريخ القريب


في أواخر الستينيات جاء الأستاذ عبده محمد المخلافي من القاهره وكانت تعز قد وقعت في شباك الأحزاب العلمانيه ورفع صوته بالمطالبه بالعوده إلى المنهج الإسلامي واجتمع معه العشرات من العلماء والشباب واستمع لخطابه المئات والألاف ولم نسمع منه كلمة واحده تقول أننا في مرحلة الإستضعاف وبعد وفاته سار على طريقه الشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ ياسين عبدالعزيز القباطي وارتفع صوتهما عاليا وصوت من معهما وكانت مسيرات للتيار القومي في عام 1974 وسجن العلماء والشباب وهم يهتفون بالصوت العالي قائلين الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين وبعد قيام هذه المسيرات التي هتفت قائلة لاإسلام بعد اليوم لاقرأن بعد اليوم لاإخوان بعداليوم بدأالتيار القومي والمتمثل بالشيوعيين والبعثيين والناصريين بدأهذا التيار الذي لايملك رصيدا جماهيريا وإنما يملك أكاذيب وشعارات بدأبالتراجع وبدأالتيار الإسلامي يشق طريقه نحو النمو والصعود ببركة المنهج الإسلامي الذي يدعو إليه
وفي عام 1979حضرت مخيما في منطقة الفازه اجتمع فيه إخوان تعز وإب وكان عددنا أربعين شخصا فقط ولكن صوت هذا العدد كان يدوي في أرجاء اليمن مطالبا بتحكيم الشريعه الإسلاميه وتطبيق أحكامها ومطالبا بإصلاح التعليم والإعلام وارتفع هذا الصوت مدويا رغم قلة العدد ولم نسمع كلمة واحدة تقول نحن في مرحلة الإستضعاف وتنامي التيار الإسلامي نتيجة ظروف هيأها الله ببركة الخطاب الإسلامي الواضح
وفي عام 1989 وعندما كانت اتفاقية الوحده والتي تضمنت دستورا فيه مخالفات واضحه للشريعه الإسلاميه لم يكن موقفنا أننا في مرحلة الإستضعاف بل ارتفع صوت الإخوان ولم نكن قد أصبحنا حزبا سياسيا وارتفع صوت العلماء وانتشر أفراد الإخوان في أنحاء اليمن عبر خطب ومحاضرات ومهرجانات وندوات ومنتديات ومناظرات ورغم قلتنا أزعجنا وأقلقنا دولتين هما دولة المؤتمر الشعبي العام ودولة الحزب الإشتراكي اللتان إجتمعتا في دولة الوحده ولم نقل أبدا أننا في مرحلة الإستضعاف ولم نخش أن يقال عنا أصوليون وإرهابيون وغيرها بل تولى الله أمرنا وحققنا كل أهدافنا العسكريه والسياسيه وقبل ذلك الأهداف الدعويه التي سرت في جسم الشعب اليمني 
كل ذلك ونحن قله مستضعفه ولكن صوتنا يملأالأفاق والتفت الجماهير اليمنيه حولنا ببركة الخطاب الإسلامي الواضح والبين وكنا واضحين في عرض أهدافنا وشعاراتنا فقد رفعنا شعارا إسمه شرع نعليه ويمن نبنيه وأو ضاع نصلحها
والسؤال الذي أسأله كيف ضعفنا هذا الضعف وخفت صوتنا وتلاعبنا بالألفاظ والمصطلحات وقلنا دوله مدنيه وقبلنا بالدنيئه في ديننا ووقعنا على منكرات كبرى مثل مخرجات الحوار ورضينا وقبلنا بأن نشارك في دستور حقق للعلمانيين كل مطالبهم وتراجعنا في المبادئ والأهداف وقدمنا كل أنواع التنازلات
فلما تحرك بعض العلماء بالعتاب على السياسيين الذين صنعوا كل هذه التراجعات والتنازلات كان الجواب نحن في مرحلة الإستضعاف
فماذا جرى وماذا حدث وهل سألنا أنفسنا كيف يوم كنا عشرات أو مئات كنا في مرحلة التمكين والقوه والعزه والشجاعه وعندما أصبحنا نخرج بمسيرات مليونيه خرجنا تتقدمنا صور جيفارى وعبدالفتاح والحمدي 
هل من عاقل يسأل لماذا كان هذا الذوبان والضعف والتراجع هل أصبحنا كالعابد الذي ذهب ليقطع الشجره ثم تغيرت النيات وفتحت شهيتنا للحكم وظهرنا متناقضين في مجلس النواب في العام الاول كان الربا حراما وعندما دخلنا الحكم أصبح حلالا وصوتنا على ميزانيات فيها فيها من 500 مليار فوائد ربويه
ياناس هل اخترق حزبنا فكريا وسياسيا وأخلاقيا لأننا رأينا خطابنا الإسلامي قد اختفى تماما وظهرنا لافرق بيننا وبين الأحزاب العلمانيه والتقينا معهم في كل التوجهات والمطالب بل بررنا لجرائم علمانيه من منابر إسلاميه
نحن نريد جوابا صريحا واضحا شجاعا ليس فيه مغالطات خلاصة هذا الجواب ماهو المبرر لهذه التحولات والتي لم نجن منها ثمرة واحده فلا حزبنا حكم ولا مبادئنا حفظت وارتفعت
أقدم هذا السؤال للعقلاء وليس للعوام الذين يصفقون ويهتفون ولايفكرون
ورغم أن الحزب يعيش محنة كبرى في حربه مع الحوثيين ولكن هذه الحرب تدفعنا لعمل مراجعات وتصحيح للمسار حتى ينصرنا الله ويأخذ بأيدينا
قال الله عز وجل إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات: