الشيخ جابر أبو شوصا رحمه الله بقلم الشيخ محمد عيضة

أبشر يا جابر فإن الكعبة ستشهد .

منَّ الله عليّ بسُكنى مكة ومجاورة بيته الحرام وعلم الله ما أقتربت من البيت أوجلست في صحن الكعبة إلا ورأيت جابر يطوف بالبيت أو يتلو القرآن أو يصلي خلف المقام .
بل كم مراتٍ ومرات راءته عيني وهو متعلق بثوب الكعبة يناجي ربه ويدعو مولاه .
لم يكن الشيخ جابر أبو شوصا يجد وقتا ليشرب معي من القهوة العربية التي ربما أحضرتها من المنزل لنتناولها في فناء الكعبة ، كنت إذا دعيته يبتسم ويعتذر بلطف ثم ينصرف عني لينشغل بالطواف بالبيت أو بالصلاة في حجر إسماعيل .
هنيئا لك أيها الصادق والشيخ المجاهد عدة أشهر قضيتها تطوف وتسعى وتصلي وتذكر ربك وتدعوه في أحب مكان إليه وأقدس بقعة على وجه الأرض وإذا أحب الله عبدا يسر له قبل موته عملا صالحا وثبته عليه .
ثم ذهبت إلى أرض النزال وميدان القتال في ميدي وحرض وماهي إلا فترة وجيزة ومدة قصيرة وتأتيك منيتك ويرزقك الله بعد أن سهل لك العبادة بالشهادة التي بحث عنها في أكثر من موطن وها أنت تنالها كما طلبتها فتلقى ربك برصيد كبير فيه العبادة والطواف والسعي والحج والعمرة والصيام والتلاوة والجهاد والبذل والتضحية 
الآن أيها الشهيد عرفت سر إكثارك من العبادة وحرصك عليها وإغتنام فرصة وجودك بجوار حرم الله وبيته ، لقد كنت على موعد مع ربك وتتهيا لمقابلة خالقك ومولاك فهنيئا لك هذه الخاتمة الطيبة والمِيتة الحسنة 
وداعا أيها الشهيد وإلى الفردوس الأعلى إن شاء الله وإني لأرجو الله أن يخلف على أهلك بخير وأن يجبر مصابهم ومصابنا فيك وعظم الله أجركم يا أولاد الشهيد ويا أهله وقبيلته وإنا لله وإنا إليه راجعون

ليست هناك تعليقات: