ماجرى في بداية القرن العشرين تكرر بامتياز في بداية القرن الحادي والعشرين
![]() |
مصطفى كمال أتاتورك مدمر الخلافة والمتآمرعلى المسلمين |
نستطيع نطلق على ماجرى في بداية كل قرن أمر دبر بليل
ففي بداية القرن العشرين كان الخليفه في ديوانه والعالم في مسجده والجماهير تعيش في غيبوبه من الجهل والشباب في عالم التيه والضياع و
في لحظات خطيره كان مصطفى كمال أتاتورك والشريف حسين مع قادة الإستعمار يتأمرون على إسقاط الخلافه الإسلاميه وكانت تعيش مرحلة الضعف وكان الإستعمار يهيج الشباب ضد علمائه وضد خلافته وأهل الحق في غفله وفوجئ الجميع بتحولات كبرى فوق طاقتهم وسقطت الخلافه ومزقت الأمه
وأعلنت الحرب على الإسلام عبر الإعلام ومناهج التعليم وحدثت إستجابه كبرى من الجماهير للشعارات التي صنعها الإستعمار
وفي هذه الظلمات ظهرت حركات المواجهه من الإخوان المسلمين والتيار السلفي وظهرت حركات جهاديه وكان هدف المواجهه هو إستعادة الخلافه الإسلاميه ولكنهم لم يفلحوا لكنهم حققوا نجاحا كبيرا في إحياء الثقافه الإسلاميه وصناعة جيل يفهم الإسلام وجماهير تفقه المؤأمره وأحس الأعداء أنهم أمام نهضه إسلاميه كبرى إكتسحت الجامعات والشارع العربي والإسلامي
وكان هذا خلال قرن من الصراع ومن الجهاد ومن التضخيات ومن مواجهة التحديات وجرت عليهم محن كبرى علقت بعض قيادات العمل الإسلامي في المشانق وسيقت الألاف إلى السجون ولكن بالجمله عادت للأمه عافيتها وبدأت تشعر بالعزه والإستقلال
وجاء القرن الحادي والعشرين ورجعت حليمه لعادتها القديمه نام العلماء وغفلت الجماهير وحرك المستعمر أدواته لضرب القوه الثقافيه للأمه المسلمه
في القرن الحادي والعشرين لم يعد المستعمر بحاجه إلى أن يحضر بنفسه لأنه حضر بنفسه في القرن السابق للقضاء على السلطان السياسي الذي يصعب عليه القضاء عبر عملائه أما في هذا القرن فالأمر أسهل وأيسر لأن المستعمر أصبح يملك أدوات الهدم التي لم يكن يملكها قبل ففي هذا القرن أصبحت الجيوش العربيه والإسلاميه تحت إمرته وأصبح الحاكم في قبضته والثروه تحت تصرفه
ولم يبق خارج هيمنته إلا الحركات الإسلاميه فقط فطبخ لها طبخات ثلاث
الأولى فتح خزانة دولاراته وأنشاء منظمات ظاهرها الرحمه وباطنها العذاب وأغدق عليها بالمال الكثير واستقطب شرائح هامه من أهمها خطباء مساجد وعلماء وسوق لهم شعارات جذابه مثل حقوق المرأه والطفل وحقوق الإنسان وفي ظل غفلة للعلماء وركونهم إلى حركاتهم الإسلاميه وجدت هذه المنظمات التي أصبحت بالألاف وتحمل رسالة هدم لكل قيم الأمه وثقافتها وتشريعاتها
وأما الطبخه الثانيه فقد استطاع أن يخترق بعض الحركات الإسلاميه وهذا الإختراق لم يكن عن طريق المال ولكنه كان كاختراق الشيطان لأبينا أدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لايبلى فمناهم ووعدهم بالحكم وخدعهم كما خدع الشريف حسين من قبلهم في القرن السابق ومن لم يقبل بهذا الإختراق عن رضا وطواعيه وتسليم فقد إستخدم معه الطبخه الثالثه وهي كما يقال إضرب الهره تفهم الحره فقام بضربات عسكريه كبرى وذلك بضرب العراق وإسقاط صدام وضرب حركة طالبان وحصار حركة حماس وأخيرا الإنقلاب على الدكتور محمد مرسي فارتعدت الفرائص وازداد الرعب والخوف ولذلك على سيل المثال فقط رأينا جمال بن عمر في صنعاء يقود الأحزاب اليمنيه كلها بدون إستثناء العلمانيه والإسلاميه على حد سواء ويمرر أخطر مشروع إستعماري على البلد حتى وصل الأمر بجمال بن عمر أن يضحك على سذاجة الأحزاب قائلا لايقبل بالبند السابع إلا أحزاب لاتحترم نفسها وبين عشية وضحاها فوجئنا بأخطر إنقلاب جرى بتصفيق الحماهير وتضليل الإعلام وهتافات الشباب في المسيرات ومباركة القيادات الحزبيه وفي ظل أجواء أمنه واطمئنان كبير لقادة الأحزاب السياسيه رأيناهم يوقعون وهم يضحكون على ذبح كل مكتسباتهم وقعوا على إزاحة الشريعه من التشريع وعلى ضرب الوحده اليمنيه في العمود الفقري وعلى هدم سيادة البلد هدما كليا بالقبول بأن يكون المرجعيه للدوله الإتحاديه هو العهد الدولي الجديد ووقعوا على قتل الحريه بالموافقه على البند السابع وأصبح من يعترض فهو مجرم لأنه خرق الإجماع الوطني فكانت نتيجة هذا التفريط الكبير هو طمع القوي الإقليميه بضربات أكثر ضرواه لشعب يملك مقومات كبرى فكانت هذه الحرب التي تقضي على الأخضر واليابس ومما يؤسف له أن المسرحيه لم يتوقف فصولها بل يمرر المخطط الإجرامي على دماء وجماجم الألاف من أبناء البلد
وبالأخير نسأل أنفسنا سؤالا محيرا جدا من سيقوم بدور المواجهه والجميع بين أغلبيه رفعت الرايه البيضاء واستسلمت وبين أقليه مصابه بالدهشه والذهول مماحدث ولم تستوعب بعد ماجرى بل تحاول إقناع نفسها أنها في حالة حلم وكلما أحس قادتها بنسبه من العوده إلى الوعي إلتقى بهم قادتهم وأعطوهم إبرا مخدره وقائلين لهم إطمئنوا فالمستقبل سيكون أفضل واثبتوا على نومكم بالثقه بقادتكم وهل تشكون بقيادتكم أنها ستفرط فيعود الجميع إلى الغيبوبه وحسبنا الله ونعم الوكيل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
ليست هناك تعليقات: