أيهما أخطر التكفير أم الكفر؟


أيهما أخطر التكفير أم الكفر؟ ) 
سؤال يوجه الى كل الكتاب، والمتحذلقين الذين آلمهم تكفير شخص معين، يقبع في الغرب، وهو على درجة عالية من الفهم، والثقافة العصرية، صدر منه كلام مسيئ الى النبي صلى الله عليه وسلم، خطته أنامل يده من غير اكراه، ولاجهل، ولاجنون، ولم يكتف بذلك حتى قام بنشره على صفحته في الفيس بوك، وفي كثير من مواقع التواصل الاجتماعي بنفسه او بغيره، مع الاصرار والترصد بدعوى حرية التعبير، ولم يتراجع عنه، او يتب منه، مع كثرة الدعوات التي وجهت اليه من قبل بعض المشايخ بالتوبة والاعتذار على رأسهم فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبدالوهاب الديلمي،بل أمعن في الاصرار بقوله: دعونا نكفر بهدوء
هذا الانسان الذي يفترض فيه ان يكون مسلما غيورا على النبي صلى الله عليه وسلم، داس على كل التوجيهات الربانية الآمرة له بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم، واجلاله، والتي منها: غض الصوت عنده، وعدم الجهر له بالقول كما يجهر به بعضنا لبعض من مناداته باسمه، او كنيته، ونحوذلك، فراح يخاطبه بأسلوب فج، وكلام أرعن، وعبارات حمقاء، من غير احترام، ولا أدب، ولااجلال، ولا توقير، ممايعتبر عند العلماء قاطبة انه كفر، وردة عن الاسلام.
فما الذي حصل؟ ترك هؤلاء المتحذلقون الذب عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم، وتركوا الانكار على هذا المسيئ ودعوته الى التوبة رحمة به، وبيان خطر اساءته الى النبي صلى الله عليه وسلم، وانها كفر تخرج الانسان المسلم من الاسلام، وتوجب عليه لعنة الله وغضبه، وتحبط عمله، وراحوا يحذرون من تكفيره، وكذلك تكفير الشخص المعين الذي صدر منه كفر بواح، وعملوا ضجة كبرى وأسقطوا على خطيئة تكفيره الأدلة، والأقوال من وجهة واحدة، ولم يزيدوا بصنيعهم هذا على ان أبانوا عن تحيز، وهوى، وعدم تجرد
نعم ياقوم ان تكفير المسلم بغير حق ولاتأويل سائغ، اي بمجرد الهوى يعتبر جرما في حقه لأنه يسلبه لباس الايمان الذي البسه الله اياه، لكنه لايعْدُ عن كونه كبيرة من الكبائر لاتخرج من الاسلام، ولاتحبط الاعمال، ولاتوجب لعنةالله، وغضبه، ولا الخلود في النار في الآخرة، بخلاف الردة فانها توجب ذلك كله اذا مات عليها الانسان من غير توبة
فبربكم ايهما اخطر وأعظم جرما عند الله: التكفير ام الكفر؟ ( ساء ماتحكمون)
ان مثلكم ايها المحذرون مثل داعية رأى كافرا يأكل بشماله فذهب يحذره من ذلك لنهي الاسلام عنه، في حين ان أساسه كله فاسد، وفي كتاب( اخبار الحمقى والمغفلين) لابن الجوزي أمثلة كثيرة لمن يتشاغل بالدون عن الأعلى، وبالصغير عن الكبير، وبالسفساف عن العظيم
انا لست مع التكفير الا بضوابطه الشرعية التي قررها الفقهاء في كتبهم، ونقلتها في كتابي( الردة وأثرها على الفرد والمجتمع) ولا اعلم احدا كفر بعينه في هذه الفترة الأخيرة في بلدنا الا الغفوري لإساءته المتعمدة لله تعالى والى النبي صلى الله عليه وسلم،فهذه الحملة المسعورة ضد التكفير لاشك عندي انها تصب في الدفاع عنه، وعند الله تجتمع الخصوم
ولست كذلك مع قصر تكفير المعين على القضاء لعدم وجود دليل على ذلك من الشرع يقصره عليه، ولما فيه من سلب للعلماء لدورهم وماهو من اختصاصهم من بيان للأحام الشرعية، ولأنه لم يزل العلماء منذ الصدر الأول يكفرون المرتد المعين اذا وجدت الشروط، وانتفت الموانع، وقامت عليه الحجة، وكتب التاريخ مملوءة بالأمثلة كالحلاج، وابن عربي الصوفي، وابن الراوندي، وغيرهم
ان التحذير ياقوم من التكفير مطلقا دون التحذير من الكفر هو شرعنة للكفر، واغراء بمزاولته وممارسته على مسمع ومرأى من الناس بقصد او بغير قصد، ولاأظن مسلما يقبل بذلك اضافة الى انه مناقض لصريح القرآن، والسنة، واجماع الأمة
ولا اخفيكم سرا اذا قلت: ان هؤلاء المحذرين خوفهم الأكبر ليس على المكفر من الإثم، بل خوفهم الحقيقي هو من البعض أن يلتقط حكما على احدهم، او على غيرهم بكفره فيسارع الى تنفيذ حكم الاعدام بحقه، اما باغتياله، او بخطفه وقتله
وهذا الخوف في ظني في غير محله فاني لا اعلم ان اولئك قتلوا شخصا لردته، وماظهر لنا من ذلك أكثره تصفيات سياسية لاعلاقة له بالردة، وأيضا فانهم لايعتمدون على غير مفتيهم ومنظريهم فاطمأنوا
ومع هذا فلست أبرؤهم فاحذروا

ليست هناك تعليقات: