يؤكد البعض بأن " العلمانية هي الحل " لمشاكلنا في اليمن وهذه وجهة نظر لهؤلاء البعض نختلف معهم حولها لعدة أسباب أورد بعضها هنا :
1- لو كانت العلمانية هي الحل لرأينا كثير من الدول العربية والإسلامية التي طبقت فيها العلمانية وحكمها أشخاص ونخبة من العلمانيين في مصاف الدول المتقدمة والحضارية والتي نهضت نهضة كبيرة في شتى المجالات وسائر الميادين ولكننا رأينا العكس تخلف وقمع واستبداد ومطاردة للمتدينين ومصادرة للحقوق والحريات والرأي والتعبير .
2 - يؤكد البعض على نجاح العلمانية كحل بأن يضرب مثلا بدولة اوربية أو آسيوية أو أمريكية ويتناسى أن تجارب هذه الدول في النجاح والنهوض والتنمية تختلف عن تجاربنا فلها خصوصايتها ولها وضعها المختلف عن وضعنا من حيث تعدد الديانات والثقافات والعرقيات والطوائف عكس وضعنا كشعب مسلم بنسبة 100% ولا عرقيات فيه ولا طوائف وإنما توجد مذاهب تتعايش منذ 1000 عام وإذا حدثت حروب فليست بدافع مذهبي ولا طائفي وإنما هي بسبب تطلع البعض إلى السلطة واستخدامه المذهبية والطائفية كوسيلة للحصول على السلطة مستغلا الجهل فقط .
3- يرى البعض بأن العلمانية هي الحل ويضرب مثلا بفشل بعض التجارب الإسلامية في المنطقة ويتمسك هؤلاء بتجربة طالبان في أفغانستان حيث صارت هذه التجربة سيف مصلت على رقاب الإسلاميين وقد حوربت التيارات الإسلامية في مناطق شتى بالعالم بسبب تجربة طالبان المريرة والتي كانت لها ظروفها وخصوصيتها وكان طلاب المدارس الدينية الذين كانوا يحكمون في حركة طالبان شباب لديهم حماسة للإسلام ولا فقه لديهم بالحكم ولا خبرة لديهم بالدولة وإدارة الشأن العام فاجتهدوا واصابوا واخطاوا وكانوا في حالة حرب متواصلة مع محيطهم في ظل مقاطعة دولية وإهمال عربي واسلامي وفتاوى تتدفق من مراجع من السلفيين المتشددين عبر الفاكس فتظافرت عوامل كثيرة أدت إلى فشل تجربتهم ومن أراد أن يطلع على تفاصيل تجربتهم فليقرأ كتاب الكاتب والمفكر فهمي هويدي " طالبان جند الله في المعركة الغلط " ففيه التفاصيل الميدانية الكافية وهذا بخصوص تجربة طالبان في أفغانستان.
4 - يرى البعض بأن العلمانية هي الحل ويعضد وجهة نظره بعدم نجاح تيارات إسلامية في دول عربية أو إسلامية شاركت في الحكم بشكل أو بآخر أو تولت الحكم في ظروف استثنائية وقامت ضدها ثورات مضادة ومؤامرات داخلية وخارجية كبيرة وفي حال المشاركة في الحكم من قبل بعض التيارات الإسلامية فإننا وإن كنا لا نعفيها من المسئولية إلا أننا في الوقت نفسه لا نستطيع تحميلها لوحدها المسئولية عن الفشل هذا أولا وثانيا هاتوا لي تجربة إسلامية في دولة عربية توفرت لها كل عوامل النجاح والنهوض والتنمية ولم تحاك ضدها أي مؤامرات داخلية وخارجية وفشلت ؟ أو بالأصح ولم تحقق نجاحا ولو بشكل جزئي ونسبي ؟!!
5 -- ان فشل التجارب الإسلامية في حال افترضنا جدلا وسلمنا أنها فاشلة تماما لا يعني أن العلمانية هي الحل بل يعني أن قيادات هذه التيارات الإسلامية لم تكن مؤهلة للحكم وكانت تنقصها الخبرات والتجارب والحنكه السياسية ومع قناعتنا بأن المؤامرات الخارجية مهما كبرت لا يجب أن تبقى مشجب للإسلاميين يعلقون عليها فشلهم وقصورهم وعدم امتلاكهم مشروع استراتيجي مدروس ينهض ببلدانهم في شتى الجوانب وسائر الميادين إلا أننا في الوقت نفسه لا يجب أن نغفل دور العامل الإقليمي والخارجي في بلداننا منقوصة السيادة وتعتمد في كثير من أمورها على الخارج .
6 - ان القول بأن العلمانية هي الحل هو اتهام بشكل أو بآخر للشريعة الإسلامية بأنها لم تقدم مشروع إسلامي للحكم الرشيد والحضاري فكيف وقد كان المسلمون في قرون خلت قادة العالم وسادة الدنيا يحكمون العالم وقدموا للإنسانية والبشرية الحضارة والعلم والفكر والعدالة ولم يقل يومها أحد أن العلمانية هي الحل بل عملوا بأسباب النهوض الحضاري والتنمية الانسانية وأخذوا بأسباب التقدم في شتى المجالات وسائر الميادين ونجحوا فحيثما كانت مصلحة الناس فثم شرع الله .
ما سبق الجزء الأول والنقاش المبدئي وإذا كان ما سبق مبتدأ ففي الأجزاء القادمة سيأتيكم الخبر والله المستعان .. وما سبق رأي ووجهة نظر ليس إلا ورحم الله من صوبنا واهدى إلينا عيوبنا ..
ليست هناك تعليقات: