بيان إدانة واستنكار - القصة بالكامل - الاعتداء على الشيخ علي حفظ الله الاهنومي



بيان إدانة واستنكار

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فلقد تلقينا في نقابة الخطباء والدعاة بمحافظة ذمار نبأ اعتقال الشيخ العلامة/ على حفظ الله الأهنومي ببالغ الحزن والأسى، وبقدر ما أحزننا اعتقال الشيخ وهو في العقد السابع من عمره، ومعروف عند أهل ذمار قاطبه بالعلم والصدق والاعتدال وحسن الخلق، كان حزننا أكثر على الوسيلة الإجرامية البشعة التي تم بها اعتقال الشيخ، وعلى الإهانة العظيمة التي تعرض له بيت من بيوت الله، في حادثة أليمة أغضبت الله في السماء وكل ذي كبد رطبة في الأرض، حيث دخلت المليشيات الإجرامية الحوثية إلى داخل المسجد بأحذيتها، متجاهلة حرمة المسجد وهيبته، وأطلقت النيران في كل مكان فيه، وهشمت زجاج نوافذه، ومزقت فراشه، حتى وصلت الرصاصات إلى محراب المسجد، كل ذلك والمؤذن يرفع اسم الله عاليا في السماء استعدادا لصلاة العشاء، فمنعوا إقامة الصلاة، وأخافوا المصلين، وأصابوا الشيخ برصاصة في رجله وهو يستعد ليصلي بالناس؛ حتى سال دمه في المسجد، ثم تعرضوا للمصلين بالإهانة والتهديد والضرب حين طلبوا منهم مراعاة حرمة المسجد وانتظار الشيخ حتى ينتهي من الصلاة ثم يفعلوا ما يريدون، فلم يستجيبوا حتى ضربوا ابن الشيخ (المعتصم) بأعقاب بنادقهم في رأسه وسائر جسده يريدون قتله لولا صراخ الناس بتركه واعتقاله عوضا عن ذلك.
إن نقابة الخطباء وهي تستنكر هذا العمل الإجرامي من قبل المليشيات الحوثية في بيت من بيوت الله في سابقة لم تحصل في المحافظة من قبل، وضد شيخ لم يعرف عنه أهل حيِّه وأهل مدينته إلا التسامح وسعة الصدر والاعتدال في خطابه وسلوكه، لتدين بأشد عبارات التنديد هذا الفعل المشين، وتدعوا العلماء والوجهاء وأهل الرأي وجميع سكان محافظة ذمار إلى استنكار هذا الفعل القبيح وتجريمه ورفع مرتكبيه إلى الجهات القضائية لينالوا جزاءهم العادل، وتطالب النقابة المليشيات بسرعة إطلاق الشيخ من محبسه فورا دون قيد أو شرط، هو وابنه المعتصم، تحت طائلة المسائلة والمحاسبة في الدنيا والآخرة.
والله حسبنا ونعم الوكيل.
صادر عن نقابة الخطباء والدعاة بمحافظة ذمار
يوم الثلاثاء، 5 / رجب / 1437هـ، الموافق 12 / 4 / 2016م

القصة بالكامل

شهادتي على ماحدث في مسجد "التقوى" بذمار ليلة البارحة (10/4/2016) ، كنائب إمام المسجد ، إليكم تفاصيل الحادثة :
بينما كان المؤذن يصدح بالأذان لصلاة العشاء إذ دخل من باب المسجد رجل أربعيني يحمل بندقيته وجاء ينادي إمام المسجد يقول له بصوت يسمعه المصغي : تعال ، أريد أن أكلمك ..
إلتمَّ الناس حول هذا الرجل وأيديهم تمسك بالشيخ ويطلبون منه أن يدع الشيخ ليصلي العشاء وبعدها يأخذه إن شاء ، فخرج الرجل واستدعى رجالاً له خارج المسجد أن ٱدخلوا ، فدخل اثنان -والنعال لا تزال على رجليهما - أما الأول فشاب عشريني كان ملثماً ، وأما الآخر فثلاثيني إلا أنه غير ملثم ، فهدد الناس أن من سيعترض لهم سيلاقي حتفه ، وأطلق أحدهما رصاصات على الأرض ليفرق بها جموع المصلّين ، فتفرق الناس ، وأصابت إحداها الشيخ المسن والذي يبلغ من العمر 76عاماً في أسفل قدمه ، فلما رآه ابنه انتفض صارخاً في وجوه المعتدين فلاحقوه بعدّة طلقات نارية تطيش في أنحاء المسجد وضربوه ضربات متتالية بأعقاب البنادق على رأسه حتى سال الدم منه ، كل هذا والناس يتطايرون خوفا وفزعا من رصاصات الأعيرة النارية ، فمنهم من كان في المنبر ومنهم من اختبأ خلف أعمدة المسجد ومن هؤلاء أنا ، في هذه الأثناء كان الشيخ العجوز ينزف دمه ويسيل على رجله ، وينادي بصعوبة : إربطوا لي رجلي ..
فتقدمتُ والرصاصات لا تزال تطيش ، وربطت قدمه ، والتفتُ ورائي فإذا المعتصم رافعاً يديه استسلاماً والدماء تسيل على وجهه ، ولولا ذالك لقتل حالاً ، فأخذوهما والدماء تسيل منهما وأخرجوهما من السجد إلى حيث لا ندري ..
مؤذن المسجد ناداني وقال لي بعبرات خافتة جداً : 
أنا لا أستطيع ..! ، أقمِ الصلاة وصلِّ بالناس ، فتقدمت وأقمتها وصليت بالمصلّين ، وقام الناس بعد الصلاة ليروا ما فعله المجرمون ، واستنكرت قلوبهم هذا العمل كما استنكرته ألسنتهم حتى لهجت ألسنتهم بالدعاء على المجرمين ، وكانت إحدى الرصاصات قد أصابت محراب المسجد ، وأخريات في النوافذ وأرضية المسجد .
إلا أن أكثر ماآلمني هو حال ذالك المسن الذي يسيل الدم من قدمه وقد جفا على الأرض وعينه تنظر إلى ولده والذي يتلقى ضربات قوية جداً على رأسه وكتفيه وركلات على كل جسمه ، والبنادق موجهة نحوه ووالده يقول : لا تقتلوا ابني ..!
كل هذه القصة وما حدثتكم عنها من تفاصيل حدثت داخل مسجد التقوى بمدينة ذمار ، أمام أعين الناس .. والله من فوق سبع سماوات يرْقُب ويرى ..
لا تسألني ، ماذنب رجل مسن قد بلغ من العمر عتياً ..؟
فأنت أمام شرذمة لا تعرف خلقا ولا عرفا ولا دينا ولا قيما ..
لا تسألني ، كيف دخلوا ببنادقهم إلى المسجد بلا مراعاة لأذان ينادى به ولا لصلاة قد حضر وقتها ولا لمسجد يعبد فيه رب العالمين ..؟
فهؤلاء شرُّ ما خلق الله على هذه البسيطة ..
لا تسألني ، كيف ضربوا الشاب بأعقاب بنادقهم حتى سال دمه داخل بيت الله وهو لا يملك شيئا ليدافع به عن نفسه ..؟
فأنت أمام مجموعة ذئاب تستحلي دماء البشر ..
لا تسألني ، كيف أطلق النار داخل المسجد والمصلين فيه…؟
فأنت أمام أشخاص باعوا دينهم لسيدهم ، فلم يبق لهم دين ولا ذِمَّة..
أعرفكم بالضحية :
أما المسن ، فالشيخ / علي حفظ الله الأهنومي .
وأما الشاب ، فالأخ / معتصم علي حفظ الله(ابن الشيخ) ، يدرس حلقة قرآن في الجامع ، ويعتبر هو القائم بالمسجد ..
كتبه:
أخوكم /محمد سعد أحمد

ليست هناك تعليقات: