انك امرؤ فيك جاهلية..... بقلم الدكتور عبدالرحمن الخميسي

انك امرؤ فيك جاهلية..... بقلم الدكتور عبدالرحمن الخميسي

هذا ماقاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه، زاهد الصحابة، وأصدق من أظلت السماء، وأقلت الغبراء، وذلك عندما خرج عن طوره في خطابه لبلال رضي الله عنه بقوله له: (( ياابن السوداء))

وهذا الخطاب لاشك انه من بقايا الجاهلية، الذي يصر أكثر الناس منذ القدم على التخلق به، وسيظل باقيا فيهم الى ماشاء الله، كما أكد ذلك النبي عليه الصلاة والسلام في قوله:(( أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لايتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة))

فياأيها الداعي الى الانفصال وفك الارتباط والغاء الوحدة، بين الشمال والجنوب في يمننا الحبيب، سواء كنت حراكيا، أو سياسيا، أو قبيليا، أو شيخا، أو عالما، وماأكثر من يدعو الى الانفصال من هذه الاصناف، اتق الله فإنك امرؤ فيك جاهلية

وياأيها الداعي الى الحزبية المقيتة، ولا يهمك من يناصرك من الناس، جاهلا كان أو عالما، صالحا أو فاسدا، مسلما أو علمانيا، مرتدا أو غيره، مسيئا الى النبي صلى الله عليه وسلم أو محبا له، ويامن يدعو الى التعصب للحزب سواء كان على الحق أم على الباطل، وإلى المغالاة في الثناء عليه صباحا ومساء ولايكاد يفتر عن ذلك، اتق الله فإنك امرؤ فيك جاهلية

وياأيها الداعي الى العصبية القبلية، وإلى الاحتكام الى أعرافها المخالفة للشرع، والى التعزّي بعزائها من جاه، او شرف، او نسب، واحتقار للآخرين، ووصفهم بأوصاف مشينة لاعلى سبيل التعريف، كمزين، ودوشن، وجزار، وغير قبيلي، وليس من الأصول، اتق الله فانك امرؤ فيك جاهلية

واليكم هذا الموقف الجاهلي من رجل يدعي العلم والمشيخة، فقد حصل بين ابنته وزوجها خلاف شخصي، فغضبت وذهبت الى بيت اهلها، فذهب زوجها يراجعها، فحكموا عليه حكما قبليا حتى يرجعوا له زوجته بأن يدفع أدبا لهم مائة ألف ريال يمني، ورأسي غنم هجرا، فتدخلت أنا للصلح بينهم، وكان الأب قد فوض احد أبنائه للحكم في القضية، فقلت له: هذا الحكم غير شرعي، وماتأخذونه هو سحت، فوافق الأب على الصلح، ثم تراجع بعد ذلك، لكون الحكم القبلي قد صدر ووافق عليه جميع الأطراف

وللعلم هذا الشيخ هو أحد خريجي جامعة الايمان والمدرسين فيها

وياأيها الداعي الى الطائفية، ولاطوائف، والى الهاشمية، والقحطانية، والعروبة المجردة من الاسلام، والى القومية، والسلالية، والوطنية الجاهلية والى التعصب للجماعة بغير حق، ووصفها بأوصاف لاتقبل النقد، ولا المراجعة، او التراجع، ولاحتى المفاضلة بينها وبين غيرها من الجماعات الاسلامية، اتق الله فانك امرؤ فيك جاهلية

وليس الوصف بالجاهلية لك ينتهي الى هذا الحد، وياليته الى هنا وكفى، ولكن تأمل فيما بعده وقل لي بربك أليس هو مخيفا تتفطر له قلوب المؤمنين(( ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم)) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم