لا شك أن الحوثي استطاع أن يجعل من المذهب الهادوي قاربا يعبر بطموحاته السياسية إلى استعادة ما يعتقده حقا مغتصبا ،مستغلا الجهل السائد في أوساط الشعب اليمني وهذا ما دفع بعض الجهلة إلى جعل الصراع قضية مذهبية ,,
وهنا سأركز على نقطة واحدة من نقاط الاختلاف التي يختلف بها المذهب الهادوي أو الزيدي إن صحت التسمية عن ما يعتقده الحوثيون في كتبهم ،وملازمهم ،وخطبهم ،وفكرهم ،بسب الصحابة رضوان الله عليهم .
فقد ثبت بإجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة، وتحريم التكفير والتفسيق لأحد منهم.."
.
ولقد سار على هذه القاعدة جل أئمة الزيدية إلى يومنا هذا، إلا من شذ وانتهج مذهب الرفض كالجارودية وهم قلة .
وحتى لا اطيل المقال فساكتفي بذكر 16 عالما وإماما من أئمة الزيدية ممن حكى هذا الإجماع.
وهم :-
1. الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، المتوفى (421هـ)، انظر (إرشاد الغبي .. الشوكاني .).
2. الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة الحسني (ت:614هـ) إمام الزيدية في عصره. ( الإيضاح لما خفي من الاتفاق على تعظيم صحابة المصطفى للسيد يحيى بن الحسين بن القاسم).
3. الإمام حُميد بن أحمد المحلي (ت: 652هـ) في (عقيدة أهل البيت) حاكياً لهذه القاعدة بقوله:"ويعتقدون – أي الزيدية- الموالاة للصحابة والترضية عليهم.. – إلى أن يقول: وهذه عقيدة أهل البيت أئمة العترة النبوية ومشايخ الزيدية التي وصوا بها ومضوا عليها ،انظر (إعمال المشرفي في قطع رؤوس أباطيل الشرفي ) للسيد يحيى بن المطهر (مخطوط).
4. السيد إدريس بن علي الحمزي الحسيني اليمني (ت: 714هـ) حاكياً لهذا الإجماع في كتابه ( كنز الأخبار في معرفة السير ).
5. السيد الإمام محمد بن الحسن الديلمي (ت:711هـ) في كتابه
( عقائد اعتقاد آل محمد).
6. السيد الأمير الحسين بن بدر الدين محمد الحسني الهروي (ت: 662هـ) :(شفاء الأوام) .
7. الإمام الكبير الهادي بن إبراهيم الوزير (ت:882هـ) انظر مخطوط (الايضاح).
8. العلامة ابن مظفر (ت:875هـ) في كتابه (البيان الشافي) .
9. الفقيه يوسف بن عثمان (ت:832هـ) في (الثمرات اليانعة) .
10. يحيى بن حميد المقرائي (ت:980هـ) في (النزهة).
11. الإمام يحيى بن شرف الدين المتوفى سنة (965هـ) في (شرح الأثمار).
12. السيد العلامة يحيى بن الإمام القاسم "(الايضاح) مخطوط
13. السيد العلامة يحيى بن الحسين بن القاسم (ت:1100) : الذي قال "واعلم أن القائلين بالترضية على الصحابة من أهل البيت، هم: أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وزين العابدين علي بن الحسين، والباقر، والصادق، وعبد الله بن الحسن، ومحمد بن عبد الله النفس الزكية، وإدريس بن عبد الله، وزيد بن علي، وكافة القدماء من أهل البيت.
ومن المتأخرين: سادة الجيل والديلم: والمؤيد بالله وصنوه أبو طالب، والناصر الحسن بن علي الأطروش، والإمام الموفق بالله، وولده السيد المرشد بالله، والإمام يحيى بن حمزة.
ومن المتأخرين باليمن: الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، مؤلف الأزهار، والبحر الزخار،(ت:840هـ) والسيد محمد بن إبراهيم (ت:840هـ) وصنوه الهادي (822هـ)، والإمام أحمد بن الحسين، والإمام عز الدين بن الحسن وولده الحسن بن عز الدين، والإمام شرف الدين وغيرهم .
وسائر الأئمة يتوقف: كالهادي، والقاسم، مع أن في رواية الهادي الترضية.
وقال أيضاً: "فأما من طعن فيهم ممن سبهم وتسمى بالزيدية، فقد أخطأ الخطأ العظيم، وجانب في أمره الصراط المستقيم، وتعدي ذلك كان منه لما سمع من خرافات الرافضة من الإمامية وغيرهم من الإسماعيلية ولا يعين مسلم عاقل بذلك؛ لأنه طعن في أصل الإسلام، وتحصل بسببه قدح في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
14. السيد محمد بن أحمد بن محمد الكبسي في كتابه (الفروق الواضحة البهية بين الفرق الإمامية وبين الفرقة الزيدية).
15. أبوإدريس يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم الحسيني العلوي الطالبي الملقب بالمؤيد بالله
الذي الف كتابا اسمه (أطواق الحمامة .في حمل الصحابة على السلامة)
وقلنا : ومن عنوانه يكفي كل فهَّامة.
16. الإمام يحي بن حميد الدين
الذي كتب إليه عبيد الله السقاف متزلفا بسب الصحابة حين قال :
وإذا ذكرنا ما مضى من حقكم *** كدنا من الحسرات أن نتعسرا
علنا نسب عداكم فعليهم *** لعنُ الإله على الدوام مكررا
فرد عليه الإمام يحي موضحا ان مذهبه ليس مذهب الرافضة التي تسب الصحابة فقال عن نفسه :
رجل له في نصر شرعة أحمد ...همم تطير به إلى أعلى الذرا
يدعو إلى نهج الصواب ونص آيأت الكتاب بلا جدال أو مرا
والسنة الغراء يقفوا إثرها ...أكرم بسنة خير من وطئ الثرا
لا يرتضي نحل الروافض مذهبا.... وكذاك لم يكُ مثلَ جهمِ مجبرا (الزيدية ص85 / إسماعيل الأكوع).
وذكر الدكتور غالب القرشي -حفظه الله- قائلا : "إن الامام يحى والامام أحمد ماكانا يسبان الصحابة، بل كانت تدرس كتب الصحاح وكتب السنة فى صنعاء كما اخبرنا بذلك شيخنا محمد بن على الصومالى فى مكه قال قبل 48 سنه رحمه الله : كنا ستة طلاب سنه ندرس فى المدرسة العلمية فى صنعاء وكنا نؤذى فشكونا فعلم الامام يحى فطلبنا وطمأننا وميزَّنا بسكن خاص ونفقة دراسه وطلب الاخرين ووبخهم وقال: لهم هؤلاء هم الطلاب الحقيقيون انتم تصلحوا عسكر بس " انتهى كلامه
أقول :وأنا كذلك سمعت من شيخنا العلامة القاضي محمد بن إسماعيل العمراني - حفظه الله - كثيرا من القصص التي تحكي مواقف مماثلة للإمام يحي والإمام أحمد، .
ومن كل ما نقلنا يتضح أن المذهب الزيدي لا علاقة له بسب الصحابة والذين ذهبوا إلى هذه الجريمة إما جارودية أو رافضة والزيدية منه براء .
ليست هناك تعليقات: