رغم ان الوقت لا يناسب للحديث عن هذه المساله لشغل الناس بركن الصيام صياما وقياما واستعداد روحيا وللحرب التي فرضها الحوثيون على اليمنيين والتي لا ينبغي الاشتغال بغيرها الا اننا نجد من يعتبرنفسه ويعتبره اصحابه فيلسوفا وأعجوبة الزمان يكتب في موضوع قديم وشبهة باليه سببها العداء للسنه وهي مانص عليه الامام الشافعي رحمه الله الملقب بحق بناصر السنه من وجوب الصلاة الابراهيميه في التشهد الاخير فشنع هذا المتفلسف على الامام الشافعي وافترى عليه وعلى السنه بقوله(أولا: ما يسمى بالصلاة الإبراهيمية التي تعقب التشهد في الصلاة قبل التسليم، ليست من التشهد في شيء. فكل صيغ التشهد المنقولة عن الصحابة والتابعين، المعروفة في كتب السلف، ليس فيها صيغة واحدة تتضمن الصلاة إلإبراهيمية.
ثانياً: أول من أوجب الصلاة الإبراهيمية بعد التشهد هو الشافعي المطلبي، الذي كان مصدر رزقه الأساس هو الخمس الذي اخترعوه باسم آل البيت. والشافعي أيضا هو أول من خمس الفيء، وأول من ناضل من أجل إثبات أن الأحاديث المنسوبة للنبي تعد جزءا من الدين. وأعطاها مقاما عظيماً، بمبررات واهية جداً، لدواع يعلم الله سرها.)
وسنرد هنا على هذين الافترائين الذين يرددهما منذ سنوان وكانه اتى بمالم تاتي به الأوائل : انكار ورود الصلاة الابراهيميه في صيغ التشهد وكذبه على الشافعي انه اول من قال بوجوب الصلاة الابراهيميه في التشهد ولن نرد على اتهامه الامه بان القران الذي عاشت عليه هو القران الوارد في التراث وهو غير القران الذي في المصحف !! كما لن نرد على اتهاماته التافهه للامام الشافعي المجمع على ورعه وتقواه وتبحره في العلوم وتأسيسه علم اصول الفقه الخ مناقبه التي صنفت فيها المجلدات وزخرت بها كتب التراجم فلن يلتفت احد للقيسي النكره وهو يتهم ناصر السنه ومجدد الاسلام في عصره بانه كان يترزق من الخمس وانه افترى حجية السنه!! مع ان القران في عشرات الايات يامر بحجية السنه ويكفر من لم يتحاكم لها المهم لا اعتقد ان عاقلا سيقبل هذه الافتراءات على الامام الشافعي حتى نحتاج للرد عليها
*ولندخل في الموضوع فنقول بالنسبة لقوله بعدم ورود الصلاة الابراهيميه في صيغ التشهد وانفراد الشافعي بالقول بوجوبها
فسببه جهله بالسنه التي يهاجمها ويكفر بحجيتها واليكم الرد عليه
*ان الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ثبتت حتى في التشهد الاول فضلا عن الاخير الذي اوجبها فيه الشافعي وغيره واستحبها في التشهد الاول
فعن عائشة قالت في حديث طويل تصف صلاة النبي عليه الصلاة والسلام
(ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيدعو ربه ويصلي على نبيه ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة فيقعد ثم يحمد ربه ويصلي على نبيه ويدعو ثم يسلم)
أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" (٢/ ٣٢٤)عن عائشه والنسائي. انظر صفة صلاة النبي للالباني ص١٦٤
* قال الحافظ ابن حجر(نقل القول بالوجوب عن جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وأصح ما ورد في ذلك عن الصحابة والتابعين ما أخرجه الحاكم بسند قوي عن بن مسعود قال يتشهد الرجل ثم يصلي على النبي ثم يدعو لنفسه وهذا أقوى شيء يحتج به للشافعي فإن بن مسعود ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد في الصلاة وأنه قال ثم ليتخير من الدعاء ما شاء فلما ثبت عن بن مسعود الأمر بالصلاة عليه قبل الدعاء دل على أنه اطلع على زيادة ذلك بين التشهد والدعاء ....ويتقوى ذلك بما أخرجه الترمذي عن عمر موقوفا الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قال بن العربي ومثل هذا لا يقال من قبل الرأي فيكون له حكم الرفع انتهى وورد له شاهد مرفوع في جزء الحسن بن عرفة وأخرج العمري في عمل يوم وليلة عن بن عمر بسند جيد "قال لا تكون صلاة إلا بقراءة وتشهد وصلاة علي "
واستدل له بن خزيمة ومن تبعه بما أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه وكذا بن خزيمة وبن حبان والحاكم من حديث فضالة بن عبيد (قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي فقال عجل هذا ثم دعاه فقال إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء )وهذا مما يدل على أن قول بن مسعود المذكور قريبا مرفوع فإنه بلفظه
*وأخرج البيهقي في الخلافيات بسند قوي عن الشعبي وهو من كبار التابعين قال من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد فليعد صلاته وأخرج الطبري بسند صحيح عن مطرف بن عبد الله بن الشخير وهو من كبار التابعين قال كنا نعلم التشهد فإذا قال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يحمد ربه ويثني عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل حاجته وأما فقهاء الأمصار فلم يتفقوا على مخالفة الشافعي في ذلك بل جاء عن أحمد روايتان وعن إسحاق الجزم به في العمد فقال إذا تركها يعيد وعند المالكية قول بوجوبها وكذلك عند الحنفيه قول بوجوبها
فتح الباري ١٦٤/١١-١٦٥بشرح صحيح البخاري باختصار وتصرف بسيط
* ذكر الامام الشافعي رحمه الله من سبقه بالقول بوجوب الصلاة على النبي في التشهد الاخير فقال (وقد قال بهذا جماعة من الصحابة ومن بعدهم.
فمن الصحابة: عبد الله بن مسعود، وأبو مسعود البدري، وعبد الله بن عمر.
ومن التابعين: أبو جعفر محمد بن علي، والشعبي، ومقاتل بن حيان. ومن أرباب المذاهب المتبوعين: إسحاق بن راهويه، وأحمد في إحدى روايتيه، وهي المشهورة في المذهب )
كتاب الأم للشافعي ١ /١١٧
*وانتصر الامام ابن القيم في كتابه القيم " جلاء الأفهام في الصلاة على خير الانام " ص ٢٤٩ للامام الشافعي وسرد الادله المرجحه لمذهب الشافعي في وجب الصلاة على النبي في التشهد الاخير وقال ان هذا القول من محاسن مذهب الشافعي وحتى لا يطول المقال جدا تركنا نقل كلامه رحمه الله
* وقال الامام النووي(ومذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وبعض أصحاب مالك رحمه الله تعالى وجوبها-اي الصلاة على النبي- في التشهد الأخير فمن تركها بطلت صلاته )شرح مسلم ١١٨/٤
* اما استحباب الصلاة على النبي في التشهد الاخير فباتفاق الفقهاء (وأما إذا جلس في آخر صلاته فلاخلاف بين الفقهاء في مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد) الموسوعه الفقهيه ٣٩/١٢
* وبهذا يتضح جهل وكذب من نفى ورود الصلاة الابراهيميه في التشهد الاخير وجهل وكذب من قال بتفرد الشافعي بوجوبها
ويتضح ايضا اتفاق العلماء على استحباب الصلاة على النبي في التشهد الاخير فلماذا اذا الغضب من القول بوجوبها فهي لا تخرج عن الاستحباب بالاجماع فهل يستحق القدح في من رأى وجوبها مع صحة دليله وعلو مكانة من قاله من الصحابه والتابعين والائمه ومنهم الشافعي
لا ارى مبررا لهذا الغضب على الامام الشافعي الا لكونه مؤسس علم اصول الفقه ذلك العلم الذي يمنع العابثين من التطاول على الدين بدعاوى التجديد بلا ضوابط ولا اصول فقه ولا اصول علم والسبب الثاني ان الامام الشافعي من ابرز الائمه في عصره تصديا لاعداء السنه فرد عليهم في الام وفي الرساله وغيرها من كتبه ونقل الاجماع على حجية السنه والاحاد وعلى استقلال السنه بالتشريع خارج القران وكفر منكرها
لذلك تواصى اعداء السنه بعداء ناصر السنه رحمه الله واتعبوا انفسهم في الدارين فلا يقبلهم الناس ولا رب الناس وهم يحاربون سنة نبيه التي هي وحي يوحى
* اخيرا من العجائب انه ارسل لي بعض الاخوه مقالا منسوبا الي !!اهاجم فيه الامام الشافعي والعياذ بالله وانكر وجوب الصلاة على النبي في التشهد فلأجل هذا الافتراء علي ولاجل هجوم القيسي على الامام الشافعي وعلى السنه كتبت ماسبق
عفوا يا شيخ
ردحذفلكن الاحاديث التي اوردتها و استدليت بها تتحدث عن الصلاة على النبي
و لم تذكر البتة الصلاة الابراهيمية التي تشمل آل محمد
و الشافعي رحمه الله قد اوجب الصلاة على آل البيت في القصيدة المشهورة عنه ان صح نسبتها اليه
و التي فيها
(يا آل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له)