العلمانية على وضوء(١)
ولماسبق ولظني انها مناوره او لا يقصد الدوله في الاسلام ترددت في التعليق على كلامه لولا ان رايت بعض الدعاة يشرعن للعلمانيه محتجا بكلام الغنوشي فرأيت ان السكوت لاينبغي *فاقول وباختصار شديد -وان وجده البعض مطولا- ان كلام الشيخ راشد السابق صحيح جدا ينطبق على كل دين الا دين الاسلام للأسباب التاليه:
*لأن الدوله في الاسلام تستمد مشروعيتها من حراسة الدين وإقامته ولذلك يجب اجماعا عند القدره الخروج المسلح عليها ان اعلنت الدوله الكفر البواح الصراح للحديث المتفق عليه(الا ان تروا كفرا بواحا)
بل يجوز عند جمع من الائمة الخروج عليهاان ظهر ظلمها وفسادها وانحرافها عن الدين ولو لم تظهر الكفر البواح فكيف لو اعلنت الغاء علاقتها بالاسلام وحيادها بين التوحيد والشرك والايمان والكفر والزندقه والاستقامه
*ولان الدوله هي من يجبي الزكاه ويقيم الحدود وينكر المنكرات ويغيرها بالقوة ويفرض المعروف بالقوة فتحارب الدوله بالاجماع كل مدينه او جهة امتنعت عن الزكاه او الصلاة او حتى الاذان او الصوم فضلا عن اعلان كفرها وردتها الخ كما فعل ابو بكر والصحابه في حروب الرده المشهوره
*ولأن الدوله مهمتها الاساسيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمعروف كل ما امر الله به ورسوله والمنكر كل ما نهيا عنه فلا تسمح الامه لاحد بنشر الالحاد والكفر لمناقضة ذلك لأصل دينها وأسس دولتها ولا تسمح بنشر الدعاره والتبرج الخ لمناقضة ذلك لاخلاقها وتربيتها للامه ولاتسمح لاحد بنشر ما يعارض الاسلام لان الاسلام حق لا يقر باطلا ولا تسمح لاي مسلم يفعل اي جريمة حرمها الاسلام وتعاقبه ان فعل ذلك وفقا للعقوبه المقرره في دستورها- الكتاب والسنه -كجلد اورجم الزاني المحصن او اللوطي او جلد السكران او القاذف أوقطع يد السارق او حد الحرابه الخ
* لان الدوله لووقفت محايده بين الاسلام والكفر وبين المعروف والمنكر وبين الالحاد والتوحيد والفضيله والرذيله والسنه والبدعه الخ ولم تقم بواجباتها السابقه فمن هي الجهة التي ستقوم بما سبق ؟
هل هي منظمات المجتمع المدني؟ ام عقال الحارات ومشائخ القبائل ؟ ام الناشطون والناشطات ؟ ام نشطب بالقلم الاحمر ايات واحاديث الحدود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
*المرجح ان داعش واخواتها هي من ستقوم باقامة الحدود في حالة ترك الدوله لها بل هي تقوم بها الان حتى مع عدم اظهار الدوله تركها وتنفيذها بعضها فكيف لو اعلنت الدوله حيادها وعلمانيتها فيستحيل ان تسقط الحدود فهل نتركها للتطبيق الفوضوي او التطبيق العادل عبر قضاء شرعي محروس بهيبة الدوله ؟
*لان الاسلام يجعل مهمة الدوله حراسة الدين وسياسة الدنيا به كما قال ائمة الاسلام كالغزالي في الاحياء وابن خلدون في المقدمه والماوردي في الاحكام السلطانيه وغيرهم ومن المعاصرين كالشيخ القرضاوي في كتبه :السياسه الشرعيه وشمولية الاسلام والاسلام والعلمانيه وجها لوجه وعبد القادر عوده في كتابه الاسلام واوضاعنا السياسه والشيخ الغزالي كتابه
قذائف الحق وكتابه دستور الوحده وفي كتابه من هنا نبدأ
والمؤلفات كثيره جدا في بيان مكانة الدوله في الاسلام وان الاسلام دين ودوله من كتب ائمة الاسلام قديما كالماوردي وابو يعلى وابن خلدون وابن القيم وابن تيميه وغيرهم ومن المعاصرين مع ما سبق ككتب ابو فارس او عبد الكريم زيدان والراشد في الفقه الاهب والعلمانيه للمفكر الكبير محمد قطب وغيرها وغيرها وحسب علمي ان اغلب من كتب فيها علماء الاخوان
*اخيرا ان هذا القول لا ينطبق على الدوله في الاسلام لان الدوله الاسلاميه بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تمارس السياسه ممزوجة بالدين يصلي رسول الله في المسجد بالمسلمين ثم يستقبل الوفود ويعقد المعاهدات ويرسل الجيوش ويقيم الحدود ولايسمح لاحد باظهار المنكر وهو قادر على انكاره ويحارب اي بناء يحارب الدين حتى لو كان مسجدا كما احرق مسجد الضرار وعلى غرار هذه الدوله التي يهيمن فيها الدين على كل تفاصيل الحياة بمختلف جوانبها قامت الخلافه الراشده ثم على نفس المبدأ مع تقصير طبعا قامت الخلافه الامويه تمزج الدين بالسياسه والسياسه بالدين فأمير المؤمنين هو الخطيب والمجاهد والسياسي ومن يقيم الحدود الخ وهكذا الخلافه العباسيه واستمر الامر الى الخلافه العثمانيه الى ان اسقطها اليهود والعلمانيون اذا ظلت السياسه والدين في امتزاج متين بل كامتزاج بياض وسواد العين لان الايات والاحاديث لم تفرق بينهما فآيات العبادات بجانب ايات واحاديث الحكم والجهاد وايات واحاديث الاقتصاد بيعاً وشراء وديونا الخ ممزوجة بايات واحاديث الحدود وهكذا يمزج القران والسنه بين العبادات والسياسه والاقتصاد والقانون الجنائي والعلاقات الدوليه حربا وسلما وعهودا وغيرها فلم تعرف الامه الفصل بين الدين والسياسه والاقتصاد والحكم حتى ظهرت العلمانيه الغربيه التي حاربت الدين الكهنوتي المتسلط على الناس ظلما وفسادا بقيادة الكنيسه وكهنتها وفصلت الدين عن السياسه وتطور الغرب بعد ذلك والعلمانيه الغربيه لها الحق في حربها لدينها ورجاله المجرمين
واما استنساخها الى بلاد الاسلام فظلم لها لا نها لم تقم على دين عادل عاقل لا يعارض التطور وظلم للاسلام لانه لا يوجد فيه كهنه ولا بابوات ولا موانع من التطور الرشيد وانما فيه شرع يخضع له العامه والخاصه والعلماء اكثر من يلتزمون به وللاسف نقلت العلمانيه بقوة الحديد والنار الى بلاد الاسلام وأسقطت بها الخلافه الاسلاميه وربيت اجيال المسلمين خاصة القاده منذ قرن تقريبا على إقصاء الاسلام واصبح الاسلام حبيس المسجد فقط وعلاقه شخصيه لا يسمح له بغير ذلك وألغيت الحدود والامر بالمعروف وجكم المنكر وبقوة القانون ثم ثارت الحركات الاسلاميه بعلمائها ودعاتها والامه معهم على العلمانيه وفضحتها وهتكت سترها وبينت شمولية الاسلام واستيعابه للحياه بكل جوانبها وعادت الامه للاسلام بحماس وهمه عاليه فهل نتنكر لدين وتاريخ امتنا العريق ودولته الدينيه الغير كهنوتيه التي سادت العالم بعلمها وحضارتها ودينها ونرجع للعلمانيه الدخيله اللقيطه مرة ثانيه؟
العلمانيه على وضوء(٢)
اما ان كان الشيخ راشد الغنوشي يقصد ان الدوله في الاسلام علمانيه محايده في موقفها من الاديان وانها تقف على مسافة واحده بين المعروف والمنكر والفاحشه والفضيله والتوحيد والشرك!!
ولعله في هذا السياق جاء قرار النهضه فصلها بين السياسي والدعوي
* فلمثل هذا تسكب العبرات وتطير القلوب من خوف الخواتيم كيف يقول ذلك من نيف على السبعين من عمره وقضى اغلب حياته في الدعوة لدينه وشرد من وطنه بسبب العلمانيه المحاربه للدين فارجو الا يكون قصده ذلك وان نكون اخطأنا فهم كلامه اوزلت لسانه بماليس منهجه وكيفما يكن فالذكرى تنفع المؤمنين ولابأس ان نذكر انفسنا والشيخ راشد الغنوشي ومحبيه ومحبي الحركه الاسلاميه عامة بهذه النقاط التي اظن انها تصلح كفوائد وقواعد مرتبطة بهذه المسأله:
*ان تبني القول بالعلمانيه من قبل بعض من يحسب على العلم والدعوه ضلاله قديمه سببها قسوة القلب من طول مخالطه الكفره والتأثر بهم والفتنه بحضارتهم الماديه ولو دون شعور وهذا التغرب يختلف قدره وظهوره من شخص لاخر وقد يكون السبب تلبيس ابليس على بعض الدعاة بان العلمانيه وتنحية الشريعه قد ينصر الشريعه! ويظهر الاسلام بصورة انيقه حتى لو تخفف من بعض احكامه!
لاسيما مع الاحباط والقهر الشديد من ظلم وفساد الحكومات العربيه وبشاعة بعض تصرفات الجماعات الجهاديه
* فممن قال بذلك قديما الشيخ عبد الرحمن الكواكبي المتوفى١٩٠٢ في كتابه طبائع الاستبداد ص١١٢ حيث قال بعد ذكره اتحاد امم الغرب وتقدمها بغير الدين( دعونا ندبر حياتنا الدنيا ونجعل الأديان تحكم الآخرة فقط !! دعونا نجتمع على كلمات سواء ألا وهي فلتحيا الأمة فليحيا الوطن فلنحيا طلقاء أعزاء)
*ثم جاء الشيخ الأزهري علي عبد الرزاق الذي فصله الازهر وجرده من القابه وشهاداته وحاكمه بسبب كتابه الاسلام واصول الحكم الذي كتبه في١٩٢٦و طالب فيه باتباع الغرب في العلمانيه وحصر الدين في الكنيسه فقال في ص٥٥ من الكتاب المذكور(...أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- ما كان إلا رسولا لدعوة "دينية" خالصة للدين، لا تشوبها نزعة ملك ولا حكومة. وأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يقم بتأسيس مملكة بالمعنى الذي يفهم "سياسة" من هذه الكلمة ومرادفاتها.. ما كان إلا رسولا كإخوانه الخالين من الرسل، وما كان ملكا، ولا مؤسس دولة، ولا داعيا إلى ملك)
وقد رد عليه كثير من علماء عصره كالبهي في كتابه الفكر الاسلامي وصلته بالاستعمار وحديثا كالشيخ القرضاوي في كتابه السياسه الشرعيه
*ثم جاء الكاتب الاسلامي المعروف خالد محمد خالد مؤلف الكتاب الرائع رجال حول الرسول
فكتب كتابه من هنا نبدأ في١٩٥٠ووصف فيه الحكم الإسلامي بالحكومة الإلهية أو الدينية،التي كانت تحكم بها الكنيسه وكهنتها في الغرب ورد عليه الشيخ محمد الغزالي في كتابه من هنا نعلم واثبت فيه ان الاسلام دين ودوله وبعد ثلاثين عاما أعلن خالد محمد خالد خطأه في كتاب صدر سنة ١٩٨٢ باسم " الدولة في الإسلام "وأوضح فيه أنه كان يخلط بين الحكومة الدينية في أوروبا وبين الحكم الإسلامي من خلال نظرته لتصرفات بعض الأفراد
بنتصرف من كتاب تهافت العلمانيه لاحد قادة الاخوان في مصر الشيخ سالم البهنساوي ص٥٠ وص ٢٤٩
وفي اعتراف خالد محمد خالد بتاثره بتصرفات بعض الاسلاميين فائده هامه في ان بعض من يحارب الدين من العلمانيين وغيرهم ينطلق من مواقف شخصيه وردود افعال لا من دراسة علميه او بحثا عن الحقيقه
* هذه اذا حسب اطلاعي البسيط الجذور التاريخيه لدعاة العلمانيه الصريحه ممن عرف بعلم اودعوه واني لأربأ بالشيخ راشد الغنوشي ان يجدد الدعوة الضاله للكواكبي وعلي عبد الرزاق وخالد محمد خالد لاسيما بعد رد العلماء قاطبه عليهم وتوبة الشيخ خالد محمد خالد فاسال الله الا يكون الشيخ الغنوشي في ٢٠١٦هو المجدد لدعوة بعض المحسوبين على العلم والدعوه الى العلمانيه بعد مضي اكثر من قرن على انكشاف خطرالعلمانيه عند الامه الاسلاميه
*اخيرا ان دعوة بعض المحسوبين على العلم والدعوه الى العلمانيه صراحة او تلميحا ليست لوفرضنا جدلا وتنزلا حلا لازمة ولا سببا لارتقاء الامه ولا اجتهادا في السياسه الشرعيه- وان كان لا يقبل الاجتهاد في تنحية الشريعه- بل هي ليست اكثر من انبهار بالغرب وهزيمة نفسيه وضعف بالغ في الاعتزاز بالعقيده انها بحق صدمه على حد تعبير المفكر المغاربي مالك بن نبي حيث قال (وحاصل الأمر أن الصدمة التي حصلت للضمير الاسلامي في القرن التاسع عشر وفي هذا القرن، تجاه الحضارة الغربية، كانت محسوسة في عالم أفكارنا على وجه الخصوص، وفي مجال الأفكار العلمية بالذات، بحيث كان لهذه الصدمة أثرها حتى في ميدان تفسير القرآن الكريم...مثل تفسير طنطاوي جوهري، ذلك التفسير الذي لا نجد فيه كثيرا من الجدوى، يعزى قطعا إلى هذا التأثير العلماني على أفكارنا، )
انتاج المستشرقين واثره على الفكر الاسلامي الحديث ص٢٢ مالك بن نبي
وهكذا دفع الإنبهار بالغرب والصدمه بتفوقه المادي ببعض اهل الدعوه لاعتبار العلمانيه حتى في تفسير القران فكيف بالجوانب السياسيه ونحوها
قال تعالى(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} المائدة ٤٨
*لا علمانيه الا بإلغاء تحكيم الشريعه الاسلاميه والحكم بالقوانين الوضعيه ومن جعل القوانين الوضعيه المخالفه للإسلام قانونا متبعا وشرعا يتحاكم الناس اليه فقد كفر كفرا لا يُختلف فيه عند من له ادنى إلمام بالاسلام وكل دوله تفعل ذلك فليس لها مشروعيه ولا سمع ولا طاعه وحاكمها ليس له اي ولاية ونكرر لاخلاف في هذا ونعلم ما نقول ونعلم يقينا انه لايسع من له ادنى معرفة بالشرع الا ان يقول هذا وسننقل بحسب المقام شذرات تثبت ماقلناه
* قال الإمام الشنقيطي(ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في «سورة النساء» بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب ; وذلك في قوله تعالى:( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا)
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم.)
تفسيرأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للإمام الشنقيطي ٢٥٨/٣
*وقال الامام ابن كثير (وقوله تعالى {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم اليساق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعا متبعا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير ) تفسير ابن كثير١٣١/٣
* وهذا الحكم الصارم بتكفير من الغى شرع رب العباد وحكم بقوانين العباد لايخففه خلط القوانين الوضعيه المخالفه للإسلام ببعض الاحكام الشرعيه بل يكفر من فعل ذلك اجماعا قال الإمام ابن كثير( (فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.
قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) [المائدة: ٥٠] وقال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم [النساء: ٦٥] .
البداية والنهايه ١٣٩/١٣للامام ابن كثير
*وهذا الحكم الذي سيبدوا متطرفا عن المتغربين العلمانيين لجهلهم بالدين او لفهمهم الاسلام فهما روحيا معزولا عن دوره الريادي في الحياه وهيمنته على كل مجالاتها فما من شيء الا وللاسلام فيه حكم بالحل او الحرمه وما بينهما وقد يبدو كذلك ايضا عند بعض الطيبيين من الاسلاميين ونحوهم ممن تربطهم بالاسلام عاطفتهم الجياشه لا العلم الشرعي الدقيق بقواعد الشريعه فلهم جميعا نقول هذا الحكم هو من بديهيات الاسلام لو سلمت العقول من لوثة التغريب فهو لا يحتاج الى تعمق علمي
قال المحدث احمد شاكر(ومن البديهي الذي لا يستطيع أن يخالف فيه مسلم: أن القرآن والسنة أسمى سموا، وأعلى علوا، من الدستور ومن كل القوانين، وأن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا أطاع الله ورسوله، وقدم ما حكما به على كل حكم وكل قانون، وأنه يجب عليه أن يطرح القانون إذا عارض حكم الشريعة الثابت بالكتاب والسنة الصحيحة، طوعا لأمر رسول الله في هذا الحديث: "فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".)
مسند الإمام احمد بن حنبل٣٥٤/٤تحقيق العلامه المحدث المصري احمد شاكر
* بل ان سن القوانين التي لا تخالف الشريعه لايجوز العمل بها ان كانت موافقتها للإسلام مجرد صدفه غير مقصوده وكان المقصود موافقه الغرب وذوقه قال المحدث احمد شاكر ( نرى في بعض بلاد المسلمين قوانين ضربت عليها، نقلت عن أوربة الوثنية الملحدة، وهي قوانين تخالف الإسلام مخالفة جوهرية في كثير من أصولها وفروعها، بل إن في بعضها ما ينقض الإسلام ويهدمه، وذلك أمر واضح بديهي، لا يخالف فيه إلا من يغالط نفسه، ويجهل دينه أو يعاديه من حيث لا يشعر. وهي في كثير من أحكامها أيضا توافق التشريع الإسلامي، أو لا تنافيه على الأقل. وإن العمل بها في بلاد المسلمين غير جائز حتى فيما وافق التشريع الإسلامي، لأن من وضعها حين وضعها لم ينظر إلى موافقتها للإسلام أو مخالفتها، إنما نظر إلى موافقتها لقوانين أوربة أو لمبادئها وقواعدها، وجعلها هي الأصل الذي يرجع إليه، فهوآثم مرتذ بهذا، سواء أوضع حكما موافقا للإسلام أم مخالفا)
مسند الامام احمد بتحقيق الشيخ احمد شاكر
٣٥١/٤
*وهناك تفصيل في تنزيل احكام الكفر او الظلم او الفسق الوارده في قوله تعالى(ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلائك هم الكافرون - الظالمون - الفاسقون)
على من لم يحكم بما انزل الله من الافراد اوالدول والحكومات التي تحكم بالقوانين الوضعيه فصله كثير من العلماء منهم الشيخ محمد رشيد رضا حيث قال( فالذين يتركون ما أنزل الله في كتابه من الأحكام من غير تأويل يعتقدون صحته فإنه يصدق عليهم ما قاله الله تعالى في الآيات الثلاث أو في بعضها، كل بحسب حاله: فمن أعرض عن الحكم بحد السرقة أو القذف أو الزنا غير مذعن له لاستقباحه إياه وتفضيل غيره من أوضاع البشر عليه فهو كافر قطعا. ومن لم يحكم به لعلة أخرى فهو ظالم إن كان في ذلك إضاعة الحق أو ترك العدل والمساواة فيه، وإلا فهو فاسق فقط، إذ لفظ الفسق أعم هذا الألفاظ )
تفسير المنار٦ / ٤٠٤
وهذا التقسيم والتنزيل لحالات الحكم بغير ما انزل الله وهو الاحوط واليه ذهب اليه جمع من الائمه قديما وحديثا كابن القيم في مدارج السالكين ٣٦٦/١
وابن أبي العز في شرح الطحاوية ص:٤٤٦ والشيخ محمد بن إبراهيم ال الشيخ في تحكيم القوانين ص:٩ ومحمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان ١٠٤/٢
* والشاهد هنا اتفاق الامه قديما وحديثا على وجوب تحكيم الشريعه وكفر من حكم بغيرها مما يخالفها او ظلمه او فسقه بحسب حالاته
ولم نقصد هنا استقصاء المساله وانما الاشاره فقط والا فان البحث قد كُتبت فيه كتبا وأبحاثا معمقه لاسيما ان الامه لم تعرف قبل سقوط الخلافه العثمانيه حكما بغير ما انزل الله مما احتاج للاعتناء بهذه المساله عند علماء العصر وتجليتها
* اخيرا ليس المقصود بهذه السلسله شخص الشيخ الغنوشي ولا نظنه ابدا يرضى بتحكيم القوانين الوضعيه والغاء حاكمية الشريعه
بل المقصود بيان الحكم الشرعي لهذه المساله الحساسه عقديا علمانيه الدوله والغاء حاكمية الشريعه وسيادتها على كل قوانين الأمة وصلة الحاكميه باصل الايمان بالله
* واليكم بإيجاز معناها في المعاجم العربيه المعاصره
(أ– ما ورد في معجم المعلم لبطرس البستاني: "العلماني: العامي الذي ليس بإكليريكي"اي خادم الكنيسه
ب- وفي المعجم العربي الحديث: "علماني: ما ليس كنسياً ولا دينياً"للدكتور خليل الجسر.
ج- وفي المعجم الوسيط٦٢٤/٢"العلماني نسبة إلى العَلم - بفتح العين-بمعنى العالم، وهو خلاف الديني أو الكهنوتي") العلمانيه وموقف الاسلام منها ص٣٣٣ د/ حمود الرحيلي
*واليكم معناها في المعاجم الاجتبيه بإيجاز:
*(تقول دائرة المعارف البريطانية: "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالحياة الدنيا وحدها") مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب، ص ٤٤٥.
وتقول دائرة المعارف الأمريكية المجلد ٢٤
(الدنيوية هى: نظام أخلاقي أسس على مبادئ الأخلاق الطبيعية ومستقل عن الديانات السماوية أو القوى الخارقة للطبيعة)
العلمانيه وموقف الاسلام منها المرجع السابق
* قال البهنساوي
( العلمانية هي ترجمة كلمة Secularism ومعناها كما جاء في " المورد "-لمنير البعلبكي- ص ٨٢٧ هو عدم المبالاة بالدين وبالاعتبارات الدينية، أي فيما يتعلق بالقواعد والنظم الاجتماعية فقد جاء في قاموس " وستر " ص ١٤٤٤ أن العلمانية هي قواعد غير مرتبطة بالقواعد ذات العلاقة بالكنيسة أو الأنظمة الدينية.
وعلى هذا الأساس فالعلمانية تعني رفض القوانين التي يكون مصدرها الوحي الإلهي)
تهافت العلمانيه ص٢٢٩للمستشار سالم البهنساوي
* في الموسوعه الميسره في الاديان والمذاهب المعاصره التي اشرف عليها عشرات المتخصصين ونقلت تعاريفها للمذاهب والافكار من أوثق المراجع
جاء فيها (العلمانية SECULArISM وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم SCIENCE وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد اختيرت كلمة علمانية لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية.
ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة وهذا واضح فيما يُنسب إلى السيد المسيح من قوله: "إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". أما الإسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الأنعام: آية: ١٦٢ )الموسوعه الميسره ٦٧٩/٢
*اخيرا اكتفي بتعريف العلمانيه عند مستشرق بريطاني مشهور من كبار محرري وناشري "دائرة المعارف الإسلامية" هاملتون جب المتوفى ١٩٧١ حيث قال في كتابه المذهب المحمدي ص١٣٥ (.."العلمانية" التي تهدف إلى فصل "الدين" عن "الدولة"، والاستعاضة بالنظام الغربي "للقانون" عن الشريعة الإسلامية.
"وقد طبقت مبادئ "العلمانية" في تركيا بعد إلغاء الخلافة العثمانية في سنة ١٩٢٤م ... وفيما عدا تركيا من البلاد الإسلامية يجد هذا الاتجاه سندا قويا له، ولكن مع موقف معتدل بعض الاعتدال من المؤسسات والتقاليد الإسلامية، ومهما كانت نظرات المشجعين "للعلمانية" في البلاد الإسلامية إلى القانون والسياسة، فموقفهم التوجيهي يمكن أن يخلص:
- في الرفض العام لتعاليم القرون الوسطى "في الإسلام! " كسلطة لا تعقيب عليها.
- وفي الاحتفاظ بالحرية الإنسانية في تقدير الأشياء، وفي كون العقل وحده هو الفيصل في ذلك -"وليس الإسلام"!!)
نقلا عن الكتاب القيم الفكر الاسلامي المعاصر وصلته بالاستعمار الحديث ص ١٥٦
للدكتور محمد البهي مدير جامعة الازهر رحمه الله
فهل بعد هذا يمكن تعريف العلمانيه بغير هذا
في سلسله من كتبه خصصها لحربها اقدمها :الاسلام والعلمانيه وجها لوجه قبل ربع قرن تقريبا ثم كتابه الدين والسياسه في ٢٠٠٧ثم كتابه التطرف العلماني في مواجهة الاسلام تركيا وتونس نموذجا صدر ٢٠٠٨ هذا غير كتبه الاخرى الكثيره التي ترد على العلمانيه بطرق اخرى منها كتابه شمولية الاسلام وكتابه السياسه الشرعيه الذي شرح فيه اصل الاسلام دين ودوله احد الاصول العشرين لحركة الاخوان التي وضعها الشيخ حسن البنا رحمه الله ورد فيه ايضا على علي عبد الرزاق الشيخ العلماني الأزهري صاحب كتاب الاسلام واصول الحكم الذي انكر فيه كون الاسلام دين ودوله وجعله دينا فقط على غرار النصرانيه
* سننقل اذاعن العلامه القرضاوي تعاريف العلمانيه وهي من التوثيق والوضوح ما يمنع اي محترم من تعريفها بغير هذه التعاريف لاسيما مع ما سبق معنا من تعريفها وبعضها مكرر هنا أبقيته ليُعلم تطابق العلماء على هذه التعاريف يقول الشيخ القرضاوي حفظه الله (“العلمانية” ترجمة غير دقيقة، بل غير صحيحة لكلمة “Secularism” في الإنجليزية، أو “Secularite” أو “Lauque” بالفرنسية، وهي كلمة لا أصل لها بلفظ “العلم” ومشتقاته، على الإطلاق.
فالعلم في الإنجليزية والفرنسية، يعبر عنه بكلمة “Science”، والمذهب العلمي، نطلق عليه كلمة “Scientism”، والنسبة إلى العلم هي “Scientific” أو “Scientifique” في الفرنسية.
ثم إن زيادة الألف والنون، غير قياسية في اللغة العربية، أي في الاسم المنسوب، وإنما جاءت سماعا مثل “رباني” نسبة إلى “رب”، ثم كثرت في كلام المتأخرين، كقولهم: “روحاني، نفساني، ونوراني ..”، واستعملها المحدثون في عبارات، مثل: “عقلاني” و”شخصاني”، ومثلها “علماني”.
والترجمة الصحيحة للكلمة هي “اللادينية” أو “الدنيوية”، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.....
تقول دائرة المعارف البريطانية مادة “Secularism”: “وهي حركة اجتماعية، تهدف إلى صرف الناس، وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة، إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها،....
ويقول قاموس “العالم الجديد” لوبستر، شرحا للمادة نفسها:
1. الروح الدنيوية، أو الاتجاهات الدنيوية، ونحو ذلك على الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات “Practices” يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة.
2. الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية، لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.
ويقول “معجم أكسفورد” شرحا لكلمة “Secular”:
3. دنيوي، أو مادي، ليس دينيا ولا روحيا،....
4. الرأي الذي يقول: إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساسا للأخلاق والتربية.
ويقول “المعجم الدولي الثالث الجديد” مادة: “Secularism”:
“اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص، يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية، يجب أن لا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات، استبعادا مقصودا، فهي تعني مثلا السياسة اللادينية البحتة في الحكومة”. “وهي نظام اجتماعي في الأخلاق، مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية، على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي، دون النظر إلى الدين”.
ويقول المستشرق “أربري” في كتابه “الدين في الشرق الأوسط” عن الكلمة نفسها:
“إن المادية العلمية والإنسانية والمذهب الطبيعي والوضعية، كلها أشكال للادينية، واللادينية صفة مميزة لأوروبا وأمريكا، ومع أن مظاهرها موجودة في الشرق الأوسط، فإنها لم تتخذ أي صيغة فلسفية أو أدبية محددة، والنموذج الرئيسي لها، هو فصل الدين عن الدولة في الجمهورية التركية”)
باختصار من كتاب الاسلام والعلمانيه وجها لوجه ص٤٣-٤٤للعلامه يوسف القرضاوي وقد ذكر الشيخ انه نقلها من كتاب العلمانيه ص ٤٤للشيخ سفر الحوالي
ثم أفاض الشيخ القرضاوي في ضلالات العلمانيه وخطرها على الاسلام وانها كفر ببعض الدين فهل سيُقال عن الشيخ القرضاوي انه متشدد او لايفهم او انه قاصر في اطلاعه صعيف المعرفه؟ لا ادري بجواب العلمانيه المتوضئه
* وبهذا يتضح لنا معنى العلمانيه وانها عقيده لاتقبل ان يحكم غيرها ولاتسمح للاسلام باكثر من المسجد وتاخذ هي كل الحياة
* ثم تلقف العلمانيه عن هؤلاء المنحرفين واؤلائك الكافرين حكام فسده لم يعرفوا ببناء دوله ولا عداله ولا حتى مروءة بل ظلمه وخونه لشعوبهم رفعوا شعار العلمانيه وفرضوها على الامه تربية واعلاما وثقافة وممارسه وحاربوا الشريعه كاتاترك والرئيس المصري الهالك محمد انور السادات صاحب شعار( لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين) كما جاء عنه في الموسوعه الميسره٦٨٢/٢
*وهكذا تناقل العلمانيه منحرف عن كافر وتغريبي عن غربي وليس في حملتها من يعرف بصلاح ودين فضلا عن علم وفتوى
* ومع اشتداد الحرب محليا واقليما وعالميا على الاسلام ودعاته وجماعاته العامله على تحكيمه ومع جهل كثير من المسلمين بشمولية الاسلام وانه ليس عبادات وعقائدفقط بل ايضا هوتشريع وقوانين حاكمه
وملزمه للدوله والشعب
ومع تغرُب كثير من المسلمين بسبب الاستعمار الغربي والثقافه الغربيه بدأ بعض الاسلاميين للأسف يغازل العلمانيه ويحاول ان يقف موقف المصلح بينها وبين الشريعه وبين العلمانيين والاسلاميين ويجمعهم على قاسم مشترك موهوم لانه في الحقيقه لاحل بين من يعتقد ضرورة تحكيم القوانين الوضعيه كشرط للتقدم الخ وبين من يعتقد وجوب تحكيم الشريعه كشرط للايمان وسعادة الدارين فلابد من انتصار ساحق للشريعه او للقوانين الوضعيه لاسمح الله ويستحيل اي حل اخر او مقاربه تنهي الخلاف الحاد بين الايمان والكفر بين شرع الله وشرع العبيد ولن يفلح :نعبد إلهك سنه وتعبد الهنا سنه لن ينفع ان نطيع العلمانيين في بعض الامر ونتنازل لهم عن القوانين الشرعيه فقط مع بقاء العبادات والعقائد والاخلاق الاسلاميه فقد حذر الله رسوله الكريم من التنازل عن بعض الشريعه امام ضغط الكفره قال تعالى(«وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ، وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ، وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)المائده٤٩فلا يجوز التنازل اذا عن بعض الشريعه كالحدود او بعضها
* لذلك اتفق علماء المسلمين على حرب العلمانيه ليقينهم من حربها للدين وافتى بكفرها كل علماء العصر الثقات وكل مجامع الفقه ومراكز الفتوى في العالم الاسلامي منها مع من سبق ذكرهم من العلماء مجمع الفقه الإسلامي الدولي قرار رقم: 99 (2/11) بشأن العلمانية: حيث نص على الحاد العلمانيه وكفرها وفتاوى اللجنه الدائمه١٤٤/٢
لكبار علماء السعوديه نصت على كفر وفجور العلمانيه لحربها الشريعه وحكمها بغير ما انزل الله
* كما يظهر لنا بعد كل ماسبق ان العلمانيه لا يشرعنها شيء ولوتوضأت اولبست خمارا ونقابا لانها كافره اصلا ولايعد الكافر مسلما ان اعلن مجرد عدم معارضته للاسلام او روج له مسلم حتى لو كان عالما او متطرفا لن نخدع عن ديننا نحن على بصيرة بديننا ولسنا في حيرة من امرنا ولا في شك من عظمة وشمول ديننا لا نعاني نقصا في اعتزازنا بالاسلام والحمد لله لا ننظر لتقدم ورقي الغرب المادي معزولا عن انحطاطه الاخلاقي والقيمي لا تبهرنا حضارته ونحن نرى اللواط تشريعا رسميا تقره برلماناته ونرى السحاق قانونا معترفا به فاي خسه واي حيوانيه واي رجعيه يعيشه الغرب الذي تزينونه لنا لا ننبهر بالغرب ونحن نرى جرائمه ونفاقه في حق امم الارض خاصه المسلمين ونرى كل مبدأ وفكره حقيره ان خالفت الاسلام وان احتفل بها الانام وسميت بكل الالفاظ الفخام العظام وطبل لها الاعلام
*ومع ذلك ننصف الغرب ونعترف ان علمانيته التي قبلت المسلمين الى حد ما خير من دينه الذي لا يصلح به دنيا ولادين بخلاف ديننا الذي لاتصلح الدنيا والاخره الا به ولاتحل العلمانيه بدله
* وللإنصاف ايضا نقول إن كان مفهومنا للعلمانيه غلطا او قديما وان الدوله المدنيه العلمانيه الحديثه لاتمانع من جعل الشريعه الاسلاميه مصدر جميع التشريعات وتمنع اي قانون يخالفها
فإننا نعلن علمانيتنا وحداثتنا فلسنا نعادي ألفاظا ولسنا سطحيين وانما نعادي كل منهج يريد ان يحكم بغير ما انزل الله تحت اي مسمى متوضىء او مُحدِث
العلمانيه على وضوء(٣)
*قال العلماء ان الله تعالى جعل القران مهيمنا على كتبه السابقه وحاكما عليها وناسخا لما خالفه منها فكيف تكون للقوانين الوضعيه الهيمنه عليه؟ ولايجوز للمسلم اتباع اي رسول لو ظهر بعد رسول الله فكيف يتبع المسلم مشرعا كافرا ويحتكم لأرائه وامزجته المسماة قوانين ؟قال تعالى(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} المائدة ٤٨
*لا علمانيه الا بإلغاء تحكيم الشريعه الاسلاميه والحكم بالقوانين الوضعيه ومن جعل القوانين الوضعيه المخالفه للإسلام قانونا متبعا وشرعا يتحاكم الناس اليه فقد كفر كفرا لا يُختلف فيه عند من له ادنى إلمام بالاسلام وكل دوله تفعل ذلك فليس لها مشروعيه ولا سمع ولا طاعه وحاكمها ليس له اي ولاية ونكرر لاخلاف في هذا ونعلم ما نقول ونعلم يقينا انه لايسع من له ادنى معرفة بالشرع الا ان يقول هذا وسننقل بحسب المقام شذرات تثبت ماقلناه
* قال الإمام الشنقيطي(ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في «سورة النساء» بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب ; وذلك في قوله تعالى:( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا)
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم.)
تفسيرأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للإمام الشنقيطي ٢٥٨/٣
*وقال الامام ابن كثير (وقوله تعالى {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم اليساق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعا متبعا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير ) تفسير ابن كثير١٣١/٣
* وهذا الحكم الصارم بتكفير من الغى شرع رب العباد وحكم بقوانين العباد لايخففه خلط القوانين الوضعيه المخالفه للإسلام ببعض الاحكام الشرعيه بل يكفر من فعل ذلك اجماعا قال الإمام ابن كثير( (فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.
قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) [المائدة: ٥٠] وقال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم [النساء: ٦٥] .
البداية والنهايه ١٣٩/١٣للامام ابن كثير
*وهذا الحكم الذي سيبدوا متطرفا عن المتغربين العلمانيين لجهلهم بالدين او لفهمهم الاسلام فهما روحيا معزولا عن دوره الريادي في الحياه وهيمنته على كل مجالاتها فما من شيء الا وللاسلام فيه حكم بالحل او الحرمه وما بينهما وقد يبدو كذلك ايضا عند بعض الطيبيين من الاسلاميين ونحوهم ممن تربطهم بالاسلام عاطفتهم الجياشه لا العلم الشرعي الدقيق بقواعد الشريعه فلهم جميعا نقول هذا الحكم هو من بديهيات الاسلام لو سلمت العقول من لوثة التغريب فهو لا يحتاج الى تعمق علمي
قال المحدث احمد شاكر(ومن البديهي الذي لا يستطيع أن يخالف فيه مسلم: أن القرآن والسنة أسمى سموا، وأعلى علوا، من الدستور ومن كل القوانين، وأن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا أطاع الله ورسوله، وقدم ما حكما به على كل حكم وكل قانون، وأنه يجب عليه أن يطرح القانون إذا عارض حكم الشريعة الثابت بالكتاب والسنة الصحيحة، طوعا لأمر رسول الله في هذا الحديث: "فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".)
مسند الإمام احمد بن حنبل٣٥٤/٤تحقيق العلامه المحدث المصري احمد شاكر
* بل ان سن القوانين التي لا تخالف الشريعه لايجوز العمل بها ان كانت موافقتها للإسلام مجرد صدفه غير مقصوده وكان المقصود موافقه الغرب وذوقه قال المحدث احمد شاكر ( نرى في بعض بلاد المسلمين قوانين ضربت عليها، نقلت عن أوربة الوثنية الملحدة، وهي قوانين تخالف الإسلام مخالفة جوهرية في كثير من أصولها وفروعها، بل إن في بعضها ما ينقض الإسلام ويهدمه، وذلك أمر واضح بديهي، لا يخالف فيه إلا من يغالط نفسه، ويجهل دينه أو يعاديه من حيث لا يشعر. وهي في كثير من أحكامها أيضا توافق التشريع الإسلامي، أو لا تنافيه على الأقل. وإن العمل بها في بلاد المسلمين غير جائز حتى فيما وافق التشريع الإسلامي، لأن من وضعها حين وضعها لم ينظر إلى موافقتها للإسلام أو مخالفتها، إنما نظر إلى موافقتها لقوانين أوربة أو لمبادئها وقواعدها، وجعلها هي الأصل الذي يرجع إليه، فهوآثم مرتذ بهذا، سواء أوضع حكما موافقا للإسلام أم مخالفا)
مسند الامام احمد بتحقيق الشيخ احمد شاكر
٣٥١/٤
*وهناك تفصيل في تنزيل احكام الكفر او الظلم او الفسق الوارده في قوله تعالى(ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلائك هم الكافرون - الظالمون - الفاسقون)
على من لم يحكم بما انزل الله من الافراد اوالدول والحكومات التي تحكم بالقوانين الوضعيه فصله كثير من العلماء منهم الشيخ محمد رشيد رضا حيث قال( فالذين يتركون ما أنزل الله في كتابه من الأحكام من غير تأويل يعتقدون صحته فإنه يصدق عليهم ما قاله الله تعالى في الآيات الثلاث أو في بعضها، كل بحسب حاله: فمن أعرض عن الحكم بحد السرقة أو القذف أو الزنا غير مذعن له لاستقباحه إياه وتفضيل غيره من أوضاع البشر عليه فهو كافر قطعا. ومن لم يحكم به لعلة أخرى فهو ظالم إن كان في ذلك إضاعة الحق أو ترك العدل والمساواة فيه، وإلا فهو فاسق فقط، إذ لفظ الفسق أعم هذا الألفاظ )
تفسير المنار٦ / ٤٠٤
وهذا التقسيم والتنزيل لحالات الحكم بغير ما انزل الله وهو الاحوط واليه ذهب اليه جمع من الائمه قديما وحديثا كابن القيم في مدارج السالكين ٣٦٦/١
وابن أبي العز في شرح الطحاوية ص:٤٤٦ والشيخ محمد بن إبراهيم ال الشيخ في تحكيم القوانين ص:٩ ومحمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان ١٠٤/٢
* والشاهد هنا اتفاق الامه قديما وحديثا على وجوب تحكيم الشريعه وكفر من حكم بغيرها مما يخالفها او ظلمه او فسقه بحسب حالاته
ولم نقصد هنا استقصاء المساله وانما الاشاره فقط والا فان البحث قد كُتبت فيه كتبا وأبحاثا معمقه لاسيما ان الامه لم تعرف قبل سقوط الخلافه العثمانيه حكما بغير ما انزل الله مما احتاج للاعتناء بهذه المساله عند علماء العصر وتجليتها
* اخيرا ليس المقصود بهذه السلسله شخص الشيخ الغنوشي ولا نظنه ابدا يرضى بتحكيم القوانين الوضعيه والغاء حاكمية الشريعه
بل المقصود بيان الحكم الشرعي لهذه المساله الحساسه عقديا علمانيه الدوله والغاء حاكمية الشريعه وسيادتها على كل قوانين الأمة وصلة الحاكميه باصل الايمان بالله
العلمانيه على وضوء(٤)
حتى لا يفسر كل شخص العلمانيه بما يحلو له ويوقع الناس في لبس من معناها او يروج لها بحجة تغير معناها لابد من بيان معناها المعروف عالميا والمتفق عليه بين القواميس العربيه المعاصره والغربيه وقبل هذا نذكر باصل مكان نشأة العلمانيه فنقول من المعروف ان العلمانيه نشات في الغرب لظروف خاصه تتعلق بالكنيسه واستبداد رجالها وفسادهم وحربهم للعلم والتقدم فثار الغرب عليهم وعلى الكنيسه والدين وفصلوا الدين عن الحياة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعية الخ هذا ملخص لا يخالف فيه من له ادنى اطلاع على العلمانيه ومع احتكاك المسلمين بالغرب بدات العلمانيه تتسرب الى العالم الاسلامي عبر المتغربين من المسلمين وعبر تغريب وغزو فكري مدروس للعالم الاسلامي خاصه العربي فالعلمانيه اذا لقيطه في عالمنا الاسلامي وليس لها اي اصل في اللغه العربيه ومعاجمها ومفرداتها مما يؤكد انها كلمة دخيله لفظا ومعنى ومن الكذب نسبتها الى العلم فليس لهذا اساس في المعاجم العربيه القديمه يثبت وجودها فضلا عن دلالتها على العلم* واليكم بإيجاز معناها في المعاجم العربيه المعاصره
(أ– ما ورد في معجم المعلم لبطرس البستاني: "العلماني: العامي الذي ليس بإكليريكي"اي خادم الكنيسه
ب- وفي المعجم العربي الحديث: "علماني: ما ليس كنسياً ولا دينياً"للدكتور خليل الجسر.
ج- وفي المعجم الوسيط٦٢٤/٢"العلماني نسبة إلى العَلم - بفتح العين-بمعنى العالم، وهو خلاف الديني أو الكهنوتي") العلمانيه وموقف الاسلام منها ص٣٣٣ د/ حمود الرحيلي
*واليكم معناها في المعاجم الاجتبيه بإيجاز:
*(تقول دائرة المعارف البريطانية: "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالحياة الدنيا وحدها") مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب، ص ٤٤٥.
وتقول دائرة المعارف الأمريكية المجلد ٢٤
(الدنيوية هى: نظام أخلاقي أسس على مبادئ الأخلاق الطبيعية ومستقل عن الديانات السماوية أو القوى الخارقة للطبيعة)
العلمانيه وموقف الاسلام منها المرجع السابق
* قال البهنساوي
( العلمانية هي ترجمة كلمة Secularism ومعناها كما جاء في " المورد "-لمنير البعلبكي- ص ٨٢٧ هو عدم المبالاة بالدين وبالاعتبارات الدينية، أي فيما يتعلق بالقواعد والنظم الاجتماعية فقد جاء في قاموس " وستر " ص ١٤٤٤ أن العلمانية هي قواعد غير مرتبطة بالقواعد ذات العلاقة بالكنيسة أو الأنظمة الدينية.
وعلى هذا الأساس فالعلمانية تعني رفض القوانين التي يكون مصدرها الوحي الإلهي)
تهافت العلمانيه ص٢٢٩للمستشار سالم البهنساوي
* في الموسوعه الميسره في الاديان والمذاهب المعاصره التي اشرف عليها عشرات المتخصصين ونقلت تعاريفها للمذاهب والافكار من أوثق المراجع
جاء فيها (العلمانية SECULArISM وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم SCIENCE وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد اختيرت كلمة علمانية لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية.
ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة وهذا واضح فيما يُنسب إلى السيد المسيح من قوله: "إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". أما الإسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الأنعام: آية: ١٦٢ )الموسوعه الميسره ٦٧٩/٢
*اخيرا اكتفي بتعريف العلمانيه عند مستشرق بريطاني مشهور من كبار محرري وناشري "دائرة المعارف الإسلامية" هاملتون جب المتوفى ١٩٧١ حيث قال في كتابه المذهب المحمدي ص١٣٥ (.."العلمانية" التي تهدف إلى فصل "الدين" عن "الدولة"، والاستعاضة بالنظام الغربي "للقانون" عن الشريعة الإسلامية.
"وقد طبقت مبادئ "العلمانية" في تركيا بعد إلغاء الخلافة العثمانية في سنة ١٩٢٤م ... وفيما عدا تركيا من البلاد الإسلامية يجد هذا الاتجاه سندا قويا له، ولكن مع موقف معتدل بعض الاعتدال من المؤسسات والتقاليد الإسلامية، ومهما كانت نظرات المشجعين "للعلمانية" في البلاد الإسلامية إلى القانون والسياسة، فموقفهم التوجيهي يمكن أن يخلص:
- في الرفض العام لتعاليم القرون الوسطى "في الإسلام! " كسلطة لا تعقيب عليها.
- وفي الاحتفاظ بالحرية الإنسانية في تقدير الأشياء، وفي كون العقل وحده هو الفيصل في ذلك -"وليس الإسلام"!!)
نقلا عن الكتاب القيم الفكر الاسلامي المعاصر وصلته بالاستعمار الحديث ص ١٥٦
للدكتور محمد البهي مدير جامعة الازهر رحمه الله
فهل بعد هذا يمكن تعريف العلمانيه بغير هذا
العلمانيه على وضوء(٥)
*رائد الوسطيه والمتفق على اعتداله والمجمع تقريبا على نفي الغلو والتطرف عنه بل والمنتقد من بعض العلماء على تساهله العلامه القرضاوي حفظه يعري العلمانيه ويبين كفرها وعداوتها للاسلامفي سلسله من كتبه خصصها لحربها اقدمها :الاسلام والعلمانيه وجها لوجه قبل ربع قرن تقريبا ثم كتابه الدين والسياسه في ٢٠٠٧ثم كتابه التطرف العلماني في مواجهة الاسلام تركيا وتونس نموذجا صدر ٢٠٠٨ هذا غير كتبه الاخرى الكثيره التي ترد على العلمانيه بطرق اخرى منها كتابه شمولية الاسلام وكتابه السياسه الشرعيه الذي شرح فيه اصل الاسلام دين ودوله احد الاصول العشرين لحركة الاخوان التي وضعها الشيخ حسن البنا رحمه الله ورد فيه ايضا على علي عبد الرزاق الشيخ العلماني الأزهري صاحب كتاب الاسلام واصول الحكم الذي انكر فيه كون الاسلام دين ودوله وجعله دينا فقط على غرار النصرانيه
* سننقل اذاعن العلامه القرضاوي تعاريف العلمانيه وهي من التوثيق والوضوح ما يمنع اي محترم من تعريفها بغير هذه التعاريف لاسيما مع ما سبق معنا من تعريفها وبعضها مكرر هنا أبقيته ليُعلم تطابق العلماء على هذه التعاريف يقول الشيخ القرضاوي حفظه الله (“العلمانية” ترجمة غير دقيقة، بل غير صحيحة لكلمة “Secularism” في الإنجليزية، أو “Secularite” أو “Lauque” بالفرنسية، وهي كلمة لا أصل لها بلفظ “العلم” ومشتقاته، على الإطلاق.
فالعلم في الإنجليزية والفرنسية، يعبر عنه بكلمة “Science”، والمذهب العلمي، نطلق عليه كلمة “Scientism”، والنسبة إلى العلم هي “Scientific” أو “Scientifique” في الفرنسية.
ثم إن زيادة الألف والنون، غير قياسية في اللغة العربية، أي في الاسم المنسوب، وإنما جاءت سماعا مثل “رباني” نسبة إلى “رب”، ثم كثرت في كلام المتأخرين، كقولهم: “روحاني، نفساني، ونوراني ..”، واستعملها المحدثون في عبارات، مثل: “عقلاني” و”شخصاني”، ومثلها “علماني”.
والترجمة الصحيحة للكلمة هي “اللادينية” أو “الدنيوية”، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد.....
تقول دائرة المعارف البريطانية مادة “Secularism”: “وهي حركة اجتماعية، تهدف إلى صرف الناس، وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة، إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها،....
ويقول قاموس “العالم الجديد” لوبستر، شرحا للمادة نفسها:
1. الروح الدنيوية، أو الاتجاهات الدنيوية، ونحو ذلك على الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات “Practices” يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة.
2. الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية، لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.
ويقول “معجم أكسفورد” شرحا لكلمة “Secular”:
3. دنيوي، أو مادي، ليس دينيا ولا روحيا،....
4. الرأي الذي يقول: إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساسا للأخلاق والتربية.
ويقول “المعجم الدولي الثالث الجديد” مادة: “Secularism”:
“اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص، يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية، يجب أن لا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات، استبعادا مقصودا، فهي تعني مثلا السياسة اللادينية البحتة في الحكومة”. “وهي نظام اجتماعي في الأخلاق، مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية، على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي، دون النظر إلى الدين”.
ويقول المستشرق “أربري” في كتابه “الدين في الشرق الأوسط” عن الكلمة نفسها:
“إن المادية العلمية والإنسانية والمذهب الطبيعي والوضعية، كلها أشكال للادينية، واللادينية صفة مميزة لأوروبا وأمريكا، ومع أن مظاهرها موجودة في الشرق الأوسط، فإنها لم تتخذ أي صيغة فلسفية أو أدبية محددة، والنموذج الرئيسي لها، هو فصل الدين عن الدولة في الجمهورية التركية”)
باختصار من كتاب الاسلام والعلمانيه وجها لوجه ص٤٣-٤٤للعلامه يوسف القرضاوي وقد ذكر الشيخ انه نقلها من كتاب العلمانيه ص ٤٤للشيخ سفر الحوالي
ثم أفاض الشيخ القرضاوي في ضلالات العلمانيه وخطرها على الاسلام وانها كفر ببعض الدين فهل سيُقال عن الشيخ القرضاوي انه متشدد او لايفهم او انه قاصر في اطلاعه صعيف المعرفه؟ لا ادري بجواب العلمانيه المتوضئه
* وبهذا يتضح لنا معنى العلمانيه وانها عقيده لاتقبل ان يحكم غيرها ولاتسمح للاسلام باكثر من المسجد وتاخذ هي كل الحياة
العلمانيه على وضوء(٦)
نخلص مما تقدم :ان فصل الدين عن الدوله والاسلام عن السياسه قول الكفارفي الغرب الذين لادين لهم تصلح به دنياهم ولا اخراهم تلقفه عنهم من لا يعرف بسلامة الفكر ولا استقامة السلوك من المسلمين المتغربين ولا نبالغ اذا قلنا اننا ان بحثنا عن كثير من دعاة العلمانيه لوجدنا حقيقتهم ملحدين انسلخوا من الاسلام وان قبلوه قبلوه بانتقائية ومزاجيه لا تبق له اي هيبة اوسلطه دينيه وان وجد منهم من يحافظ على الصلاة والصوم وباقي الاركان فهومصر على تقديم حكم الناس على حكم رب الناس وتعظيم قوانينهم على شرع الله ويحترم ويقدس النص القانوني الوضعي ولايقدم عليه النص الشرعي عند التعارض فضلا عن تقديمه ابتداء فماقيمة الصلاة والصوم الخ بل هل للايمان وجود مع من هكذا حاله؟* ثم تلقف العلمانيه عن هؤلاء المنحرفين واؤلائك الكافرين حكام فسده لم يعرفوا ببناء دوله ولا عداله ولا حتى مروءة بل ظلمه وخونه لشعوبهم رفعوا شعار العلمانيه وفرضوها على الامه تربية واعلاما وثقافة وممارسه وحاربوا الشريعه كاتاترك والرئيس المصري الهالك محمد انور السادات صاحب شعار( لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين) كما جاء عنه في الموسوعه الميسره٦٨٢/٢
*وهكذا تناقل العلمانيه منحرف عن كافر وتغريبي عن غربي وليس في حملتها من يعرف بصلاح ودين فضلا عن علم وفتوى
* ومع اشتداد الحرب محليا واقليما وعالميا على الاسلام ودعاته وجماعاته العامله على تحكيمه ومع جهل كثير من المسلمين بشمولية الاسلام وانه ليس عبادات وعقائدفقط بل ايضا هوتشريع وقوانين حاكمه
وملزمه للدوله والشعب
ومع تغرُب كثير من المسلمين بسبب الاستعمار الغربي والثقافه الغربيه بدأ بعض الاسلاميين للأسف يغازل العلمانيه ويحاول ان يقف موقف المصلح بينها وبين الشريعه وبين العلمانيين والاسلاميين ويجمعهم على قاسم مشترك موهوم لانه في الحقيقه لاحل بين من يعتقد ضرورة تحكيم القوانين الوضعيه كشرط للتقدم الخ وبين من يعتقد وجوب تحكيم الشريعه كشرط للايمان وسعادة الدارين فلابد من انتصار ساحق للشريعه او للقوانين الوضعيه لاسمح الله ويستحيل اي حل اخر او مقاربه تنهي الخلاف الحاد بين الايمان والكفر بين شرع الله وشرع العبيد ولن يفلح :نعبد إلهك سنه وتعبد الهنا سنه لن ينفع ان نطيع العلمانيين في بعض الامر ونتنازل لهم عن القوانين الشرعيه فقط مع بقاء العبادات والعقائد والاخلاق الاسلاميه فقد حذر الله رسوله الكريم من التنازل عن بعض الشريعه امام ضغط الكفره قال تعالى(«وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ، وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ، وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)المائده٤٩فلا يجوز التنازل اذا عن بعض الشريعه كالحدود او بعضها
* لذلك اتفق علماء المسلمين على حرب العلمانيه ليقينهم من حربها للدين وافتى بكفرها كل علماء العصر الثقات وكل مجامع الفقه ومراكز الفتوى في العالم الاسلامي منها مع من سبق ذكرهم من العلماء مجمع الفقه الإسلامي الدولي قرار رقم: 99 (2/11) بشأن العلمانية: حيث نص على الحاد العلمانيه وكفرها وفتاوى اللجنه الدائمه١٤٤/٢
لكبار علماء السعوديه نصت على كفر وفجور العلمانيه لحربها الشريعه وحكمها بغير ما انزل الله
* كما يظهر لنا بعد كل ماسبق ان العلمانيه لا يشرعنها شيء ولوتوضأت اولبست خمارا ونقابا لانها كافره اصلا ولايعد الكافر مسلما ان اعلن مجرد عدم معارضته للاسلام او روج له مسلم حتى لو كان عالما او متطرفا لن نخدع عن ديننا نحن على بصيرة بديننا ولسنا في حيرة من امرنا ولا في شك من عظمة وشمول ديننا لا نعاني نقصا في اعتزازنا بالاسلام والحمد لله لا ننظر لتقدم ورقي الغرب المادي معزولا عن انحطاطه الاخلاقي والقيمي لا تبهرنا حضارته ونحن نرى اللواط تشريعا رسميا تقره برلماناته ونرى السحاق قانونا معترفا به فاي خسه واي حيوانيه واي رجعيه يعيشه الغرب الذي تزينونه لنا لا ننبهر بالغرب ونحن نرى جرائمه ونفاقه في حق امم الارض خاصه المسلمين ونرى كل مبدأ وفكره حقيره ان خالفت الاسلام وان احتفل بها الانام وسميت بكل الالفاظ الفخام العظام وطبل لها الاعلام
*ومع ذلك ننصف الغرب ونعترف ان علمانيته التي قبلت المسلمين الى حد ما خير من دينه الذي لا يصلح به دنيا ولادين بخلاف ديننا الذي لاتصلح الدنيا والاخره الا به ولاتحل العلمانيه بدله
* وللإنصاف ايضا نقول إن كان مفهومنا للعلمانيه غلطا او قديما وان الدوله المدنيه العلمانيه الحديثه لاتمانع من جعل الشريعه الاسلاميه مصدر جميع التشريعات وتمنع اي قانون يخالفها
فإننا نعلن علمانيتنا وحداثتنا فلسنا نعادي ألفاظا ولسنا سطحيين وانما نعادي كل منهج يريد ان يحكم بغير ما انزل الله تحت اي مسمى متوضىء او مُحدِث
ليست هناك تعليقات: