بين السياسة النفعية، والسياسة الشرعية

بين السياسة النفعية، والسياسة الشرعية

 
السياسة النفعية تقوم على المصلحة الشخصية الذاتية، ثم على مصلحة الحزب، أو الجماعة، دون النظر الى الثواب والعقاب في ذلك، ودون الالتزام بالمبادئ والثوابت والأخلاق، بل وحتى الاعراف المعتبرة أحيانا، لأن مايهم هذه السياسة هو تحقيق المكاسب الدنيوية من الوصول الى السلطة بأي وسيلة، وأي ثمن، وتحقيق أعلى قدر من الشهرة، والاثراء غير المشروع، وكثرة كسب الأصوات، والمؤيدين التي يُكتسح.ُ بها الشوارع في المظاهرات، والصناديق في الانتخابات، والميادين عند المواجهات
كذلك هذه السياسة يهمها رضا اليهود والنصارى اولا قبل رضا الله تعالى، وتتطلع الى كلمة مدح أو ثناء منهم تعتبرهم معتدلين وغير ارهابيين، أو تصفهم بأنهم مدنيون، ويسعون لإقامة دولة مدنية، تستوعب الجميع، وتؤمن بالشراكة مع كل أحد، ولاتستبعد أي طرف، الى غير ماهنالك من الأوصاف
ويظن هؤلاء النفعيون أنهم بذلك قد كسبوا احترام هؤلاء اليهود والنصارى وودهم، وتناسوا في غمرة هذه النشوة السياسية الجاهلة أن الله تعالى أكد أنهم أعداء أبدا، وأنهم لايكنون أي حب او تقدير لغيرهم، ويتمنون لو أنهم مثلهم، وألا يصل أي خير اليهم، فهل يعي هؤلاء النفعيون هذه الحقائق؟
أما السياسة الشرعية فهي بخلاف ذلك تماما، هي قائمة على حفظ الدين اولا وسياسة الدنيا به، وعلى حفظ بقية مقاصد الاسلام الخمسة العظيمة، ومراعاتها، وعدم تجاوزها بغير دليل شرعي، وعلى تقديم المصلحة العامة على الخاصة، مع عدم اهمال الخاصة عند الضرورة
وتقوم كذلك على تقديم الأهم فالأهم، وعلى درء المفاسد وجلب المصالح، وعلى تحقيق مبدأ الولاء والبراء الذي أصبح مشوشا ومميعا عند هؤلاء النفعيين، بل لعل كثيرا منهم لم يعد يعتبره من أصول الايمان في ظل الانفتاح على الآخر، وينظر اليه على انه يعيق الانطلاق والاندماج مع الإخوة في الإنسانية كما يسمونهم
فبئست السياسة النفعية، وبئس النفعيون

ليست هناك تعليقات: