والسياسي داعية..بقلم : محمد الحزمي


والسياسي داعية..بقلم : محمد الحزمي
من اعجب ما يُسمع هذه الأيام الهجوم على الشريعة بحجة أن السياسي لا دخل له بالدعوة الى الله ،ولا أدري من أين جاء هذا التأصيل المخالف لقوله تعالى: " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي..." فكل من يَتبع رسول الله فهو داعية إلا إذا كان السَّاسة لا يتبعون رسول الله ولا يؤمنون باتباعه فهذا حكم آخر .
وهذه اول خطوة لإزاحة أي محاولة لتحكيم شرع الله وهي نتاج لضغوط غربية على الحركات الإسلامية التي تبنت هذا المشروع ، تخيلوا كل الأحزاب اذا تنصَّلت من الدعوة الى الله وهي من تسعى للحكم ، يعني من سيحكم البلاد لا دخل له بدين الله،
فماذا نقول لله إذن وهو القائل : " - الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" ؟
كيف سيطبقون هذه الآية وقد مكنهم الله وفازوا بالحكم وهم قد أعلنوا انهم لا صلة لهم بالدعوة ؟ قد نعذر بعض من يعيش في بيئة لا تؤمن بالإسلام ولكن لا عذر لمن يعيش بين شعب مؤمن بل ومحافظ ويذهب هذا المذهب العدائي مع الله
نعم كل من ينادي بازاحة شرع الله من منصَّة الحكم فهو يبارز الله العزيز الجبَّار الذي قال: " إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ .."
ويبارز رب السموات القائل لنبيه صلى الله عليه وسلم : ". ... لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ .."
ويبارز القائل عن أهل الضلال " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ.."
وهؤلاء الجاهلون المنتسبون للإسلام هم من يرفض حكم الله ويفضلون حكم الطاغوت وان كانوا ينتسبون الى المؤمنين كذبا ، هكذا وصفهم الله بقوله " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا"
فهم أضل الناس وان تفلسفوا وأظهروا انهم عباقرة زمانهم باللعب بالألفاظ والسحر بالكلمات فقد وصفهم الله حين قال " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ "
انهم أعلنوا الخصومة مع الله ولذلك سمَّاهم الله بأنهم هم العدو فقال ".. هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ"

ليست هناك تعليقات: