( أمريكا أعظم الأمم إجراما على مر التأريخ)
قلبت النظر في الامم السابقة التي أهلكها الله تعالى بذنوبها وجرائمها، فوجدت ان سبب اهلاكهم يعود الى عدة أمور منها: تكذيبهم لرسلهم وتآمرهم عليهم، وشركهم بالله تعالى،وتألههم، وعتوهم وفسادهم وطغيانهم في الارض، وارتكابهم لعظائم الفواحش، وكبائر الذنوب، من قتل، ولواط، وربا، واحتيال على اوامر الله، وقطع للطريق، وتطفيف للكيل والميزان، وبخس للناس، وظلم لهم
ولم أجد ان أمة من الأمم في العصر الحديث قد اجتمعت فيها هذه الأسباب كلها،بل وأشد وأعظم منها مثل أمريكا، وإن كان الغرب النصراني كله ومعهم روسيا لايبعدون عنها كثيرا في جرائمهم، إلا أن أمريكا لانظير لها في الاجرام قديما، وحديثا أبدا، فهي قد حوت على أرضها، وفي قوانينها:
١- كل أنواع الكفر، والشرك بالله تعالى، من بوذية، ويهودية، ونصرانية بمختلف كنائسها، وعلمانية، وشيوعية،وسائر الملل والنحل الأخرى، اذ أنه لايوجد دين ولانحلة في الأرض إلا وتوجد طائفة من الشعب الأمريكي تعتنقها وتدين بها، اضافة الى تكذيبهم بالأنبياء جميعا بمن فيهم عيسى ابن مريم الذي ينتسبون اليه، فإنهم أشد تكذيبا به من غيرهم، ومن غيره من الأنبياء والرسل، بادعائهم فيه انه ابن الله، وثالث ثلاثة، واعتقادهم قتله وصلبه، وإيمانهم بالاناجيل المحرفة وتصديقهم بها.
٢- وحوت على أرضها وفي قوانينها ودستورها أيضا كل فواحش الأمم السابق واللاحقة، بل انها فاقت عليها بتقنين هذه الفواحش وحمايتها، كالزواج المثلي( رجل برجل، وامرأة بامرأة) وحدثني زميل لي كان يدرس في أمريكا ثم ترك الدراسة فيها لهول مارأى من الفجور والانحلال الاخلاقي، وعاد وأكمل الدراسة في السعودية ثم في بلده، قال: رأيت منظرا في امريكا لم أشاهد مثله من قبل حتى في الافلام: مجموعة من الرجال الشاذين جنسيا يتظاهرون عراة تماما في طابور طويل، كل شخص قد التصق بالآخر على هيئة اللواط، يطالبون باحترام المجتمع لهم، وسن قوانين تسمح لهم بالزواج من بعضهم البعض.
وحدثوني أيها الكرام عن فاحشة لاتوجد في هذا البلد أباهلكم عليها
٣- وحوت كذلك كل انواع الظلم، والفساد، والطغيان والاستكبار في الأرض، الذي كان عند عاد، وثمود، وفرعون، والنمرود، وغيرهم من جبابرة الارض وطغاتها، بل وفاقت عليهم بما تمتلكه من سلاح نووي وتقليدي والذي قيل عنه انه يمكن أن يدمر الارض ومن عليها أكثر من أربع وعشرين مرة، ترهب به، وتقتل به من تشاء دون ان تجد من يمنعها، او يوقفها، او حتى ينتقدها، ومن ذا من المسلمين اليوم لم ينله قسطه من ظلم أمريكا ان لم يكن مباشرة، فمعنويا من وصم بالارهاب والتطرف، او حصار، او تجميد للأموال، وغير ذلك
واذا كان منطق( من أشد منا قوة) قد تردد على لسان عاد،فقد تردد مثله على لسان أمريكا،وهي قولها انها اعظم قوة على وجه الارض
وتردد على لسانها كذلك أن يدها تطال من أرادت في أي مكان في الأرض، وذلك هو العلو في الارض، والطغيان فيها الذي لاحدود له، والذي سينتهي قطعا كماهي سنة الله بزوالها في آخر المطاف، كما يدل عليه قوله تعالى( وماهي من الظالمين ببعيد)
اني اجزم يقينا غير متأل على الله تعالى من خلال هذه الآية السابقة، ومن خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم" حقا على الله تعالى ان لايرتفع شيئ من الدنيا الاوضعه" وقد ارتفعت أمريكا الى الغاية، ومن خلال ماأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب في آخر هذه الأمة يلحق بعضها كالخسف في المغرب، والزلازل، والقذف، والمسخ، ومن خلال جرائمها التي تستوجب الهلاك والعذاب، وان لم يكن على سبيل الاستئصال أن أمريكا الى زوال ان لم يكن عاجلا فآجلا، فقد بلغ ظلمها المدى، وكفرها الغاية، وفواحشها الذروة التي تجاوزت فيها كل الشرائع، والعقل،والمنطق، والفطر السليمة وصدق الله تعالى القائل:( وماهي من الظالمين ببعيد)
ليست هناك تعليقات: