الثبات في زمن تداعي الأكلة نقاط محاضرة الشيخ / عبدالله أحمد علي العديني

الثبات في زمن تداعي الأكلة  نقاط محاضرة الشيخ / عبدالله أحمد علي العديني 


في مسجد الصحابة بتعز 
=============================
المقدمة : 
----------
أنطلق في محاضرتي هذه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة وثوبان ، قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " . 
أسباب التداعي : 
--------------------
1. نعم الله على الإنسان كثيرة وأعظمها نعمة الإسلام ونحن أمة محسودة بنعمة هذا الدين (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) لأنه مصدر العزة والقوة وكلما ضعف التزامنا بالإسلام ضعفت قوتنا (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) 
2. علمنا القرآن أن الأعداء يحملون الكراهية لهذا الدين ويظهر ذلك من خلال أعمالهم وأقولهم ويضل الخفي في الصدور أكبر وأعظم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا ) 
3. هدف الأعداء في صراعهم معنا أن نترك مصدر العزة والقوة ونسير معهم سيرا متكاملا دون ارتباط بقيم وأخلاق ومبادئ الإسلام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) 
4. كان العرب قبل الإسلام مائدة للفرس والروم فجاء الإسلام ليحررهم من الضعف وينقلهم من التبعية إلى السيادة والقيادة .
5. لما عاد الضعف للأمة عاد الأكلة والمستعمرون من جديد وأحكموا الخطة في السيطرة وكلما قوية شوكة هذه الأمة طردت الأكلة عنها وهكذا دواليك نقوى فنطردهم ونضعف فيتسلطون علينا .


مظاهر الضعف : 
-----------------
1. حب الدنيا وكراهية الموت
2. الأثرة والطمع 
3. الصراع على السلطة من أجل السلطة وليس من أجل المبادئ ( صراع سيد قطب من أجل المبادئ جعله يرفض الوزارة ) 
4. الفرقة والخصومة 
5. نسيان الرسالة 
6. اليأس والإحباط ورفع الراية البيضاء والثقة أنه لا حياة لنا إلا بهم وأن هذا أمر واقع 
7. الصمت والسلبية والانكفاء على الذات ورفع شعار الكسبة " إحوني وإلوني تحت ضلفي يكفيني " مثل بلدي 
8. فساد الاهتمامات 
9. ترك الدعوة إلى الله عز وجل

ماذا يأكل الأعداء في هذه المائدة : 
---------------------------------------
1. يأكلون الدين لأنه مصدر القوة 
ويتم أكل الدين بإضعاف أو إنهاء الثقافة والأخلاق والاعتزاز بالمنهج الشامل والوعي الكامل وتميع فريضة الولاء والانبهار بالحضارة الغربية 
2. يأكلون القوة والأقوياء 
عبر تشويه كل من يرفع صوته من العلماء والدعاء والمفكرين ( تصريح السفير الأمريكي ضد الشيخ عبدالمجيد الزنداني ) 
3. يأكلون الثروة 
كما أكلوا ثروة الخليج تارة باسم حمايتهم من صدام وتارة من إيران ، ويأكلون الثروة بإغراق الشعوب بالديون وتقديم القروض التي يستردونها أضعافا مضاعفة ، يأكلون الثروة بإفقار الأمم ليضلوا محتاجين لهم 
4. يأكلون وحدة المسلمين : وذلك بتفريقهم وتغذية الصراعات فيما بينهم والاستفراد بدولة دون دولة 
وهذه نماذج للدول التي أكلها الأعداء ( أكلتها أمريكا ) فلسطين والعراق وسوريا وأفغانستان ومحاولة أكل دول الربيع العربي كمصر وتونس واليمن والدول ذات الغالبية المسلمة التي يحكمها نصارى كنيجيريا وأثيوبيا وتشاد فنيجيريا : سكانها 130 مليون 80 % مسلمين والحاكم نصراني 
5. يأكلون العلماء والخطباء والبلغاء ليتمكنوا من التأثير ويأكل هؤلاء عبر خداع الشعارات وإثارة غبار الشبهات .

وسائل الثبات أمام مطامع الأكلة :
-------------------------------------
1. عودة الوعي إلى هذه الأمة ب( الأهداف والمنهج والواقع والأعداء والتاريخ ) وصدق الحق حين قال (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ) 
2. تغير الاهتمامات والارتقاء بها إلى مستوى رفيع ( قال الصحابي الذي أعطي الغنائم يا رسول الله ما على هذا أتبعتك وإنما اتبعتك على أن أرمى بسهم يدخل من هنا ويخرج من هنا ، وقال الربيع لما قال له رسول الله سلني قال أسألك مرافقتك في الجنة ) 
والطريق إلى تغير الاهتمامات يكون بإصلاح المقاصد والمناهج والأسرة وإصلاح المربين والبيئة ورسالة الإعلام والمسجد 
3. تجمع الأمة بكل شرائحها : بحيث تذوب المسميات وتظهر الأهداف ويتناسى الناس الخلافات فيما بينهم خاصة بين الجماعات الإسلامية ليتوحد جهد الإخوان مع السلفيين مع التبليغ والصوفيين 
4. شجاعة القيادات : الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر وفي الحديبة ، شجاعة أبوبكر الصديق في حسم أمر الرده ، شجاعة عمر في حروب فارس والروم وكذلك شجاعة صلاح الدين ومحمد الفاتح وسيد قطب وعبده محمد المخلافي وياسين عبدالعزيز في منطلق الدعوة في تعز 
5. أن يكون العلماء هم المرجعيات : فلا يحسم أمر إلا بعد التشاور معهم وأخذ الفتوى منهم وهذا دأب الخلفاء والقادة وعنوان نجاح عمر بن عبدالعزيز وقالها عمر بن الخطاب ( لولا معاذ لهلك عمر ) 
6. التزام الأمة بالفرائض الست :
أ‌- فريضة الولاء 
ب‌- فريضة الجهاد 
ت‌- فريضة الأمر بالمعروف 
ث‌- فريضة الحاكمية 
ج‌- فريضة الأخوة 
ح‌- فريضة الحرية المنضبطة

ليست هناك تعليقات: