حتى تخرج اليمن من الفتنة... بقلم د. عبد الملك حسين التاج
🌕 الحذر من الدخول في مواجهة مع شرع الله تعالى ، والقيام بخطوات عملية في ذلك بتصفية مخرجات الحوار ، ومشروع الدستور الجديد من أي مخالفة لشرع الله تعالى ، والعمل على الحفاظ على جميع المواد الدستورية المتعلقة بالشريعة في الدستور النافذ ، وإلا فإن الإصرار على حذفها وتثبيت المواد المخالفة للشريعة علامة خذلان وعواقب وخيمة لا يعلم مداها إلا الله ( ومالم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ).🌕 الحذر من كل أسباب الفرقة والفشل والنزاع ، وفي مقدمتها تحويل اليمن من الوحدة الاندماجية إلى النظام الفيدرالي الذي كان مقترحا وأمنية من السفير الإمريكي فيرستاين ، والاتعاظ مما حل بالناس بانفصال جنوب السودان ، وكردستان العراق ، ومعالجة المركزية المقيتة بالنظام الواسع أو الكامل الصلاحيات وإقامة العدل ورفع الظلم الذي لا تنحصر وسائله بتمزيق البلاد ؛ لأن اليمن في ظل وضع عسكري واقتصادي وأمني هش ومهترئ ولا يتحمل ستة برلمانات ، وست حكومات ، وستة دساتير وتمزيق مقنن كما فوجئنا به ونص عليه مشروع دستور ابن عمر الجديد ، وسيكون النظام الفيدرالي الاتحادي عامل فتنة وصراع لا يقر لليمن معه قرار ، ولا يستفاد في ظله بثروات مهما بلغت ، وفي العراق البترولية عبرة وعظة ، وقد بدأوا بتنفيذه قبل الاستفتاء عليه أو إقرار الدستور ، وبدكتاتورية جديدة كالحة تستغل أوضاع الشعب اليمني المنهك الذي يؤمل الأمن والاستقرار وتوفير لقمة العيش ، والتي إذا لم تتحقق ستتحول إلى عامل سخط واضطرابات لا يعلم مداها إلا الله ، وستصبح لعنة تاريخية على من أقرها ورضي بها، ومن ضوابط السياسات والعاديات تحقيق المصلحة الشرعية للناس في دنياهم وآخرتهم .
🌕 الحذر من الحلول التي تقدمها الأمم المتحدة ، التي أثبتت الوقائع والأحداث أنها لم تعد لنا حقا لا فلسطين ولا في غيرها منذ 1948م، ولا أطفأت فتنة في أي بلد ، وإنما تؤجج الصراعات والفتن وتطيل أمدها ، وقد حذر الله تعالى المؤمنين من ذلك: ( يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم ).
🌕 تحجيم أنشطة المنظمات الغربية في اليمن والمنظمات المدنية المرتبطة بها ماليا أو فكريا باعتبارها رأس حربة الاستعمار الجديد ينفذ ما يطلب منه من اختراق التشريعات وتمزيق النسيج الاجتماعي وتأجيج الصراعات وجاسوس خبيث يمثل عامل ضغط على الحكومات والوشاية بها لليهود والنصارى في الغرب تحت ستار رفع التقارير الدورية ، وهي عمالة محسنة بالطلاء الحقوقي وبالحريات .
🌕 ألا يتحول العلماء إلى ما يشبه برنامج ( ما يطلبه المستمعون )، فلا موافقة لأي سياسة أو مخالفة تنتهك الشريعة أو تمزق الوحدة مراعاة لحراك أو حزب أو قبيلة، قال تعالى: ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ).
🌕 تأخير التوبة والمراجعة ... تأخير للنصر والتمكين ، ونحذر من الاستدراج الالهي بفترات الخير والتنفيس التي تزيد المؤمن حمدا وشكرا وخوفا ووجلا ومراجعة ، وتزيد الغافل بعدا وقسوة واطمئنانا للذنب والمعصية وتهيئه للأخذ الإلهي الأليم ، عافانا الله وجميع المسلمين .
🌕 ضبط سياساتنا بضوابط الولاء والبراء التي تقرب من قربه الله ، وتبعد من باعده الله تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ...) ، والحذر من التنكب عن ذلك تحت تخدير اللعبة السياسية ، والعمل على تقديم نموذج سياسي شرعي يقوم على الحق الحفاظ على الشريعة وإقامة العدل والانصاف وعدم الفجور في الخصومة أيا كانت .
🌕 الحذر من الوقوع في الفخ ، والتحول من دعاة لدين الله ورحمة للعالمين إلى مجرد مصارعين سياسيين لا يشم من برامجهم وخطاباتهم وسياساتهم أي نكهة للإسلام وقيمه ، مثلنا مثل بقية الناس في الاتجاهات اليسارية أو الليبرالية الأخرى، ومحاكاتهم بالكلمات الملتبسة من مدنية و غيرها لا يعرف لها معنى ولا يشم منها رائحة لمبدأً فقد كانت منهجيته صلى الله عليه وسلم وضوح المنهج وصدق المبدأ الذي يجلب حب الموالي واحترام العدو .
🌕 مراجعة سياسة قنواتنا الإعلامية شكلا ومضمونا ، باعتبار أن السياسة الإعلامية اليوم لا تمثل الإعلام القدوة الذي ينطلق من الشريعة وإليها ، فكم فوجئنا ظهر يوم الثلاثاء 2 فبراير 2016م أن قناة إسلامية يمنية لا زالت تصر على جمع الشباب والشابات في أغنية موسيقية مشتركة ( ردت الدنيا) ، قال تعالى( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان أعمالهم )
🌕 الحذر من تركيب جهاز التبرير للمعاصي والمخالفات في جميع المجالات بحجة ( ليس هذا وقته )، فنحن بحاجة ماسة لنصر وأمن واستقرار هذا وقته ، ولا يستمد إلا برضا الله تعالى والاستقامة على شرعه لا بمعصيته : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة ، وكان عمر رضي الله عنه يحذر رؤساء الأجناد من المعاصي و وجوب الالتزام بشرعه سبحانه وهم في خضم المعارك ، ولم يقل أحد منهم تلك الكلمة الإبليسية الممجوجة ( ليس هذا وقته ).
🌕 وجوب إطفاء شرر الانحراف الفكري والعقدي الخطير الذي بدأ به بعض من ينتسبون لصف الدعوة ، فمنهم من يطعن في الصحيحين ، ومنهم من يؤصل لفتح باب الردة ، والبعض ينكر أن السلطة في الاسلام سلطة دينية ، و لا يوجد في الاسلام منصب مفتي ، وأن اليهود والنصارى ليسوا كفارا ، وهراء ليس بعده هراء ، والدعوة لاختلاط الشباب والشابات ، وربطهم بمتظمات الغرب الكافر، والكذب على الشريعة وأن جمع الرجال والنساء منهج نبوي ويكذبون على رسول الله زورا وبهتانا قاتلهم الله أنى يؤفكون ، وهلم جرا... وأفكار علمانية خبيثة أدركها قائلوها أو لم يدركوها تناقض الجهود والتضحيات التي قدمها خيرة رجال الأمة من علماء ودعاة وسياسيين ..وغيرهم .
وليتك يا بو زيد ما غزيت
ولذا فإن أصوات النشاز الجاهلية لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتركها ، بل يبادر بإطفائها في بدايتها ، فقد أطفأها وهي بين اثنين وأخمد ناراها وأوارها فقال( أبدعوى الجاهلية ...) ولم يتساهل في ذلك ، لما لها من أثر على وحدة المجتمع واستجلاب النصر والتمكين( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
فلماذا قمنا ...ولماذا سرّجنا .
حفظ الله ديننا .. وبلادنا ..وشعبنا وأمتنا وجميع بلاد المسلمين.. وحقق أمننا واستقرارنا .
ليست هناك تعليقات: