بقلم : محمد الحزمي الادريسي
إلى كل محب لنا متألم لحالنا اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم الأسباب التي يريد البعض اخفائها وهي أسباب حقيقية بل للأسف أن البعض يتهرب من أخطائه ويتحدث عن أخطأ الآخرين ويتأقلم مع تبرير أخطائه بل ويذهب يؤصل لها مع أن الله عز وجل يقول لمن هو خير منا وهم جيل الصحابة وهم يتسألون عن أسباب الهزيمة "قالوا انا هذا ؟" فرد عليهم "قل هو من عند انفسكم"
فهل نحن مستعدون أن نقول ما قال ربنا باننا نحن تغيرنا من الاحسن الى الاسوء فغير الله حالنا من الاحسن إلى الاسوء ؟
نحن كسرنا القاعدة التي نستند عليها وتم شقها ثقافيا وعقديا
فقد كان الوﻻء والبراء ركيزة أساسية في تعاملاتنا مع الآخرين وصرنا نبتسم ونجل الفاسقين ونعبس في وجوه العلماء والمصلحين والوﻻء الحزبي مقدس
وكان شعارنا "الله غايتنا والرسول قدوتنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى امانينا" واستبدالناه بشعار "الحقوق والحريات" بل صرنا نخجل من رفع آيات أو أحاديث تتحدث عن قيمنا واخﻻقنا وهويتنا وﻻحظوا هذا في مؤتمراتنا
وتركنا التربية الإيمانية وربط الناس بالله واستبدلناها بالتربية السياسية والتنافس الحزبي
اذبنا الهوية التي تميزنا بها عن غيرنا وذهبنا نتماهى مع هوية الغير من كان يصدق أن اناشيدنا تتحول إلى اغاني والمنشد الى فنان والخشوع الى موسيقى (حتى في احتفالات تخريج الحفاظ ) وتكبيراتنا إلى تصفيق
وان ننظر إلى العلماء انهم لا يفهمون في السياسة ومتزمتون وننظر إلى الغرب بأنهم يمكن أن يكونوا حلفاء لنا ونكسبهم إلى صفنا دون أن ندعوهم إلى الإسﻻم كما أمرنا ربنا
من كان يتصور أننا نرسل خطباء مساجد ووعاظ إلى أمريكا ليحضروا دورات تدريبية في حقوق الإنسان ونحن من علم الدنيا حقوق الإنسان والحيوان قبل أن تولد امريكا
من كان يصدق أن البعض منا يشجع على خلع الخمار عن زوجته وبنات صفه والبعض صرن يفتخرن بهذا الخلع فخلعنا الخمار مع خلع الحياء
من كان يصدق أن بعض إخواننا يعملون (شقاة) مع الغرب باسم منظمات مجتمع مدني ويستلمون بعض الدوﻻرات مقابل ترويج ثقافة الغرب ؟ وكسب القيادات المؤثرة للغرب سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أمنية أو عسكرية وسألوا برنامج الزائر الدولي الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية وتروج له بعض منظمات المجتمع المدني وبعض من ينتمون الى صفنا والذي يهدف إلى تكوين قيادات متغربه ولو كانت بثوب اسﻻمي (اسﻻمي نص كم)
والهدف من هذا اختراقنا ثقافة وإزالة الحواجز بيننا وبينهم وإزالة الحواجز بيننا وبين المعاصي انه التطبيع الكامل ولكن يبدأ خطوة خطوة
لقد حاورت بعض هؤﻻء الذين صاروا جواسيس للغرب يعلمون أو لا يعلموا وهم يحدثونك عن وجوب إظهار اللين للغربيين إلى حد التماهي معهم في مجالسهم واخلاقهم وثقافتهم وحبهم وقد يفلتون الصﻻة
وحجتهم حتى نكسبهم، وهم والله لم يدخلوا واحدا من الغربيين الإسﻻم وقد كسبهم الغرب ولم يكسبوه بل لم يكسبوا حتى مواقف سياسية منهم بقدر ما كسبوا من دوﻻرات
وكرههم للعلماء والدعاة بقدر ما يكون قربهم من الغرب بل تعدى كرههم للعلماء إلى الطعن بالسنة والسخرية من الأحاديث وأنها لا تناسب عقولهم (الفارغة من العلم) وبدﻻ من النهي عن المنكر صاروا يتماهون معه فيجالسون النساء المتبرجات ويمزحون معهن وﻻ يتمعر وجه أحدهم لمنكر يقوم به من قل حياءه من هؤﻻء الجلساء
وللأسف أن أصحاب هذا الفكر التغريبي (ليبرالي اسﻻمي) هم من يمسكون باغلب مفاصل توجيه الرأي والسياسة فينخدع الكثير بهم ظانين بأنهم علماء وعباقرة ،وهم والله بما احدثوه سبب نكبتنا وتحولنا من العزة إلى الذلة ومن الوحدة إلى الفرقة وانا هنا ﻻ أريد أن انشر أسماء هؤﻻء وﻻ كل ما اعرفه من معلومات إنما أردت أن أنبه نفسي واخواتي إلى هذا الخطر الذي ﻻ نتنبه له بسبب الخداع الممارس وانبه اخواني إلى أننا على خطر عظيم اذا لم نصطلح مع الله وأذكر بقوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"
ونسأل الله أن يردنا إليه مردا جميﻻ.
ليست هناك تعليقات: